هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
نتائج البحث
بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
شرح الطرق المختلفة للربح من الانترنتالخميس يوليو 30, 2020 2:07 pmHarmman420
نصائح لربح المال من الإنترنتالإثنين يوليو 20, 2020 3:33 pmHarmman420
ماهي افضل تمارين تقسيم البطن في شهر ؟الخميس مارس 15, 2018 1:40 pmHarmman420
مادة الليكوبين وفوائدها الثلاثاء يناير 09, 2018 6:47 pmHarmman420
وأما بنعمة ربك فحدث / د.أحمد عمارةالأحد سبتمبر 17, 2017 10:35 pmHarmman420
full body workout programالجمعة ديسمبر 11, 2015 10:39 pmHarmman420
كتاب : اجعلني مليونير make me a MILLIONAIRE السبت فبراير 21, 2015 7:49 pmHarmman420
د. أحمد عمارة \ لاتحزن الإثنين أكتوبر 13, 2014 6:24 pmHarmman420
قوة العطاء الإثنين أكتوبر 13, 2014 5:57 pmHarmman420
فيديو تحفيزي لبناء الطاقة الإيجابيةالثلاثاء سبتمبر 23, 2014 5:25 amHarmman420
كيف تحل مشاكلك بسهولة الثلاثاء سبتمبر 23, 2014 5:12 amHarmman420
أهمية الخيال في تغيير الواقعالثلاثاء سبتمبر 23, 2014 5:07 amHarmman420
هل يجب بناء العضلات للدفاع عن النفس ؟الأربعاء سبتمبر 10, 2014 4:36 amHarmman420
كيف تشعر بالراحة ؟السبت أغسطس 23, 2014 6:45 pmHarmman420
الإدراك ، وجود الله ، وعدالة الله الجمعة يوليو 25, 2014 5:17 pmHarmman420
نصدق من ؟ كيف نثق بكلامهم ؟الثلاثاء يوليو 22, 2014 4:41 pmHarmman420

Harmman420
Harmman420
الإدارة
عدد المساهمات : 3342
تاريخ التسجيل : 23/08/2009
العمر : 34
https://khawlacreepa.yoo7.com
17062011
تمر النفس الإنسانية بحالات شديدة التباين خلال مسيرتها في الحياة..

فبينما تشرق أحيانًا، ويملؤها الطموح، ويدفعها الأمل لتحقيق المعجزات..

تدهمها أمواج اليأس ـ في أحيان أخرى ـ فتنهزم أمام المصائب والصعوبات

والمخاوف..

ولعل من أخطر ما يهدد سلامة النفس الإنسانية، ويقضي على مقدراتها ويشل

إمكانياتها استسلامها للإحباط والهزيمة الداخلية..

واستشعارها ألا فائدة، وأن شيئًا مما فسد لا يمكن إصلاحه،

وأن الأجدى ـ وقد انسكب اللبن ـ أن نعكف عليه باكين نادمين بدلاً من القيام

والبحث عن حل!!!.

ومن خطورة الشعور بالإحباط والهزيمة النفسية

أنه يقضي على أي أمل للإصلاح مع أن الأمل لا ينقطع ما بقيت هناك حياة.. إلى

جانب أنه ينطوي على راحة لا تخفى.. فبدلاً من الكدّ في سبيل الخروج من

الأزمة يكتفي المحبط بالعويل واعتبار نفسه (شهيد المصيبة)! ومن ثم يعزو كل

فشل لاحق إلى مصيبته التي وقع فيها ـ أو أوقع نفسه ـ ومن ثم أيضًا تُسلمه

كل مصيبة وهزيمة إلى أختها أو أكبر منها!.

إخواني الكرام...أخواتي الكريمات

انتشرت في السنوات الاخيرة الكثير من البرامج و الدورات تختص بالتنمية البشرية للفرد و تأهيله لأدارة الذات

و ادارة الازمات و التخلص من العادات ، إلى غير ذلك من البرامج ،

و تهافت الناس عليها في محاولة لتدراك جوانب النقص في حياتهم او رغبة في

تحسين اداءهم المعرفي او علاقاتهم الاجتماعية ،و جعلت أفكر ،

هل تناولت الشريعة الاسلامية ذلك الامر ؟؟

وهل اهتمت باعداد الفرد المسلم ليحقق توازنه النفسي

و حتى يكون قادرا على حمل اللواء و نشر الدين و الجهاد و تعمير الارض ؟؟؟
براعة المنهج الإسلامي في علاج انكسار النفس

للإسلام منهج فريد في علاج انكسار النفس أمام متاعب الحياة ومصائبه،

وينبع هذا التفرّد من كون الإسلام منهجًا ربّانيًا.. شرعه من سوَّى النفس

الإنسانية وأبدع أسراره، وعلم ـ وحده سبحانه ـ مداخلها ومخارجها..

ولا تقتصر روعة المنهج الإسلامي على إحكام تفاصيله ودقة توجيهاته..

بل تتعدى ذلك إلى القالب الذي سيق فيه الدرس؛

فلا يعرض الإسلام أفكارًا نظرية جافة قد يراها البعض صالحة، ويظنها آخرون

ضربًا من الخيال.. وإنما يساق الدرس ضمن تجربة عملية واقعية حدثت على

الأرض، وخاضها ناس من البشر ـ في عصر الوحي أو فيما قبله ـ أصاب بعضهم

في هذه التجربة وأخفق آخرون..

ومن ثنايا سياق التجربة الواقعية يُستخرج

الدرس وتستنبط العبرة، فتلصق بوعي الإنسان ويقتنع الناس بإمكانية النسج

على منوالها..

ومع أن الله يحب عباده المؤمنين وينصرهم ويدافع عنهم.. إلا أنه يقدّر عليهم البلاء

ويمتحنهم بالآلام ليقوّي عودهم؛ فيثبتوا في مواجهة الإحباطات، ويأخذ بأيديهم

(من خلال هديه) ليدربهم على فن مواجهة الهزيمة النفسية والخروج مها بسلام..

بل بغنائم!!

ظهر هذا الأمر جليًا في يوم أحُد الذي سماه الله تبارك وتعالى في كتابه (مصيبة) حين قال:

[أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا] {آل عمران: 165}

وقد كان يوم أحد مصيبة بحق حين خالف المؤمنون من الرماة – متعمدين - صريح

الأمر النبوي بعدم مغادرة أماكنهم خلف المسلمين مهما تكن الظروف، وفقد

الجيش من جرّاء هذه المخالفة سبعين من خيار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.. وانكسرت

النفوس التي استكانت - منذ عام - للذة النصر يوم بدر، وغزا اليأس القلوب..

وخاصة عندما أشيع مقتل الرسول صلى الله عليه وسلم فقعد الناس عن القتال.. بل ولّى بعضهم

الأدبار فرارًا!!.

إننا ـ بالفعل ـ أمام مصيبة حقيقية أصابت المجتمع المسلم بأكمله ولم تكن

الخسائر مادية فقط بل تعدتها إلى الخسارة النفسية بهذا الانكسار ووقوع بعض

العيوب التي كشفتها المصيبة..

فكيف عالج القرآن تلك الهزيمة النفسية للمسلمين في ذلك الموقف العصيب

و كيف نستفيد نحن من ذلك بعلاج الهزيمة النفسية التي نتعرض لها أحيانا ،
ناصر المنهج الإسلامي في علاج الهزيمة النفسية

ما نريد في هذه السطور هو تحليل أحداث المعركة تاريخيًا أو عسكريًا، فليس المقام بمتسع لذلك..

وإنما لابد لنا أن نخرج من هذا الحدث الذي عالجه القرآن في ستين آية متواصلة (من سورة آل عمران) بمنهج

واضح للخروج من الأزمات وللتغلب على الهزيمة النفسية؛ فما أكثر ما تتكرر بعض مصائب أحد ـ أو معظمها ـ في

حياتنا.. ما أكثر ما نحبط لأزمات تمر بنا أو بأمتنا.. وما أكثر ما يعطلنا حب الدنيا عن كمال الطاعة لله ورسوله

فنقصر أو نسوّف الطاعة.. وربما نتورط في بعض ما يغضب الله..

فنحن ـ إذًا ـ محتاجون كأفراد وجماعات لأن نعرف هذا المنهج الرباني للخروج من الأزمات وعلاج الانكسار

النفسي..

لهذا المنهج عناصر تستخلصها إذا أحسست تدبر آيات الله التي عالجت (مصيبة أحد)..



1ـ أول هذه العناصر: رفع الروح المعنوية

بلفت النظر إلى الجوانب الإيجابية في الفرد والأمة.. خاطب الله عباده المنكسرين نفسيًا فقال لهم:

[وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ]{آل عمران: 139}

وكان خطابًا واقعيًا ولم يكن تحذيرًا لنفوسهم أو تسكينًا مؤقتًا لآلامهم (تعالى الله عن ذلك)؛ فليس هناك شخص مركب

من شر محض.. أو فشل محض أو ضعف محض.. إن بكل إنسان جوانب قوة وجوانب ضعف.. ولابد من لفت نظر

الإنسان المنكسر نفسيًا إلى جوانب القوة الحقيقية فيه ليحسن توظيفها في التغلب على جوانب ضعفه..

يخاطب بهذا المعنى كل إنسان فقد مقومًا من مقومّات نجاحه في الحياة..

كمن فقد مالاً أو صحة أو حاسّة.. بل حتى لمن فقد عزيزًا لديه كان يحسبه سنده الوحيد في الحياة ويرى الحياة

صفرًا يدونه..

ويخاطب أيضًا بهذا المعنى المجتمع المنكسر لضعفه وقوة عدوه أو غلبة العوائق على طريق تقدمه..

ولسنا في حاجة إلى التأكيد أن هذا العلاج لا يعني أن ينتشي المنكسر والمهزوم نفسيًا فيقعد عن علاج أزماته طالما

أنه يحوز إيجابيات عديدة وألا لما شرط الله علوّ المؤمنين في الآية السابقة بالإيمان الذي يقتضي منطقيًا العمل

والبذل وعدم القعود دون المنازل العالية..

2ـ من تلك العناصر أيضًا إبراز الجوانب الإيجابية في المصيبة

نفسها فالله عز وجل يلفت نظر المؤمنين في أكثر من موطن من كتابه الكريم إلى أن أي مصيبة لابد أن تنطوي على نقاط مضيئة وجوانب إيجابية.. انظر إلى قوله عز وجل:

[وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ]{البقرة: 216}

وقوله تعلى: [فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا]{النساء: 19}

ولا تخفي عليك دلالات تحملها كلمة (كثيرًا) فالإيجابيات داخل قد تكون متعددة!

ربَّي الله المؤمنين على ذلك من خلال سياق علاجه لمصيبة "أحد" عندما وضعت الآيات أيديهم وأبصارهم على

فوائد حصّلوها من الحدث المؤلم ومن الجراح والآلام التي أصابتهم..


ظهر هذا واضحًا في آيات من مثل قله تعالى:

[وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ . وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا]{آل عمران: 166 - 167}

فتميز الصادق من المنفق ثمرة إيجابية تفيد أي مجتمع يكافح من أجل البقاء والنهوض ولولا المصيبة التي وقعت

لبقى المنافق جرثومة مستترة جاهزة لنفث سمومها في جسد المجتمع في أي وقت..

ـ وليس معنى هذا أن نسعى في طلب المصائب وتمنيها بل نحن مأمورون بسؤال الله العافية..

إنما المقصود أن المصيبة أو الانكسار والألم كلها ليست نهاية الدنيا.. وليست شرًا محضًا

بل في باطنها ـ دومًا ـ خير كثير لا يراه إلا أهل التوفيق..

ورضي الله عن الفاروق إذ يقول:

"ما أصبت بمصيبة إلا كان لله عليّ فيها أربع نعم: أنها لم تكن في ديني، وأنها لم تكن اكبر منها، وأنني لم أُحرم الرضا عند نزولها، وأنني أرجو ثواب الله عليها"..

فقد رزق من نفاذ البصيرة وإيجابية النفس ما جعله يرى في المصيبة الواحدة أكثر من فائدة..


3ـ من عناصر معالجة الانكسار النفسي

أيضًا التي يربينا عليها الإسلام أن المصائب أمر مقدّر.. كتب الله لكل مخلوق حظه منه من قبل أن يوجد بالتأكيد

هناك أسباب مادية واقعية تقود إلى المصيبة ولكن هذا لا ينفي ارتباط الأمر ـ من قبل ومن بعد ـ بقضاء الله وقدره..

وإنما يتحرك الإنسان سعيًا لجلب نفع أو دفع ضر لأن الله أمره بالأخذ بالأسباب وهو مأجور على العمل والسعي ما

دام موافقًا للشرع.. كما أنه يتحرك لذلك وهو موقن أن الله قادر على تعطيل الأسباب وقادر كذلك على إنفاذها..


فالإنسان وأهل الأرض جميعًا إن اجتمعوا على دفع مصيبة قدّرها الله لن يستطيعوا مهما أوتوا من أسباب.

بهذه الفلسفة لحركة القدر في الحياة يتحرك المؤمن إيجابيًا فاعلاً قويًا أمام المصائب.. سريع القدرة على القيام بعدها

وعلاج آثارها..

وهو بذلك عصى على الهزيمة النفسية والانكسار تحت وطأة الحدث مهما كان مريرًا.. لا يعرف معنى للإحباط وتمنّي

المستحيل ولا تطول به الأيام والليالي في انتظار معجزة متوهمة تردّ عجلة الزمان إلى الوراء

وإلى هذا المعنى أشار النبي صلى الله عليه وسلم في رسالته التربوية المعجزة التي وجهها لقلب المنكسر وعقله حين قال:

احرص على ما ينفعك،

واستعن بالله، ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا.. ولكن قل: قدّر الله وما شاء فعل، فإن ( لو ) تفتح عمل الشيطان

وما عمل الشيطان المقصود هنا سوى ذلك الإحباط الذي يسيطر على النفس أمام فرصة فائتة أو خطب نازل
4.اتخذ القرأن الكريم _الى جانب ماسبق_ وسيلة أخرى هامه

لعلاج المنهزم نفسيًا حين وجّه المسلمين بعد مصيبة أحد إلى إمكانية استئناف

المسير وفتح صفحات ناصعة إذا هم أحسنوا التوبة مما وقعوا فيه من أخطاء

مهما كانت (وإن كانت ضخمة كالفرار من الزحف أو مخالفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم) نعم..

قد يخطئ الإنسان أخطاء كبيرة أو صغيرة ولكن الحياة لن تنتهي عند حدود

الأخطاء التي وقعت طالما أن باب الإصلاح والتوبة مفتوح..

المهم أن يسارع المخطئ إلى تدارك الأمر.. وانظر

[وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ .

الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ

يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ . وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا

عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ]...{آل عمران: 133 - 135}

فلا شك أن الصفحة البيضاء بل الجنات الواسعة التي يوعد بها المخطئ إن نجح

في تعديل المسار.. كل ذلك كفيل أن يفتح أمامه الباب للنهوض والعمل من
جديد..


5ـ يجد المحبط المنكسر نفسيًا دواءً جديدًا

في هدى رب العالمين إذ يعده ـ ولا أصدق من الله ـ بالقيام من جديد ويغذيه

بالأمل في نصر قادم إن أحسن الاستدراك لما فات..

في أوساط خطاب الله تعليقًا على أحداث أحد يقول لعباده المنكسرين نفسيًا:

[إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ]{آل عمران: 160}

إن فرص النجاح قائمة حتمًا لمن أتوكل على الله حق التوكل وأحكم الأخذ بالأسباب..



6.كما ان القرأن الكريم يسلك سبيلا أخر

حكيمًا إلى النفوس المنكسرة يمسح عنها الأسى حين يلفت أنظارها دائمًا إلى

عبرة الماضي المتكررة وهي أن السقوط يعقبه قيام ونصر لمن سار على الدرب

يقول الله تبارك وتعالى:

[وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا] {آل عمران: 146}

وهذا منهج قرآني تكرر في غير هذا الموضع في مواجهة أزمات مرت بالمسلمين

واقتربت بهم من دائرة الإحباط.. فتجد أن الله ينزل سورتين متواليتين في العام

العاشر من البعثة في أواخر العهد المكي حين ضاق الحال تمامًا برسول الله صلى الله عليه وسلم

وأصحابه في مكة تكذيبًا وإيذاءً وصدوداً عن لحق فتنزل القرآن بسورة هود وما

حوته من قصص لرسل سابقين وكيف صبروا وثبتوا حتى جاءهم نصر الله.. ثم

يختتمها الله تعالى بقوله:

[وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ]{هود: 120}

فتعرّف أخبار السابقين المشابهة يثبت القلب ويزيل اليأس ويلقي في روع

المهموم أن ما أصابك من همّ لم يكن جديدًا اختصصت به دون غيرك بل سبقك

إلى ساحة الامتحان آخرون مثلك فنجحوا وعبروا الأحزان..

كما تنزلت بعدها سورة (يوسف).. وليس بخافٍ ما تحفل به من سلوى للمصابين

وآمال لليائسين من خلال العديد من المآزق التي تعرض لها يوسف عليه السلام

فصبر وثبت حتى نجاه الله منها جميعًا.. إلى جانب الأزمة العنيفة المتصاعدة

التي مرت بيعقوب عليه السلام والمتجسد في فقد أحد بنية ثم تزيد بفقد التالي

له في المنزلة بعد سنوات من الصبر..

إلا أنه ـ عليه السلام ـ لما وجّه بنية للبحث عن يوسف وأخيه ذيّل كلامه لهم قائلاً:

[وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ] {يوسف: 87}

فتتجسد العبرة وينضح الدرس الذي من اجله يسوق الله هذا القصص فكما قال عز وجل في نهاية نفس السورة:

[لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى]{يوسف: 111}

إنه منهج قرآني معجز نستطيع،

وسنن الله في الأرض ثابتة لا تتبدل والعاقل من اتعظ بتجارب من سبقوه..

مُشاطرة هذه المقالة على:reddit

تعاليق

[я][y][α][и][α]معاك-مرتاح
السبت يونيو 18, 2011 7:10 am[я][y][α][и][α]معاك-مرتاح
يعطيك العافية
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى