- محب الصحابةالإدارة
- عدد المساهمات : 116
تاريخ التسجيل : 21/02/2010
24022010
إن المتأمل في الظاهرة الكونية يلاحظ أنها بلغت درجة مذهلة في انتظامها وهذا لا يجادل فيه إلا مماحك
لكن ثمة الآن نظرية علمية تقول بالفوضى ،وجدت بأن يعض الملحدين يكررونها
وكأنها مدخل يعفيهم من سؤال كيف حدث النظام الكوني؟
فلنتأمل معا مأزق هذا التفكير الألحادي :
بالنسبة لنظرية الفوضى التي ظهرت في سبعينات القرن العشرين لا تقول أبدا بإلغاء فكرة الأنتظام الكوني . بل كل ما
تقوله هو أن ثمة ظواهر في الكون يمكن الأصطلاح عليها بكونها فوضى ،أي خارقة لما نشاهده من عادة الأنتظام الشاملة
للكون.
بل هنا يجب الانتباه إلى أمر دقيق وهو أن القول بالفوضى لا يمكن أن يتحقق إلا إذا كان هناك انتظام تقيس عليه فتنسب
الفوضى إلى ما لا ينتظم مثله .
ثم لو عدنا إلى نظرية الفوضى فزيائيا سنلاحظ :
أولا :أن القائلين بها ،يعترفون بكون الظاهرة التي تتبدى بمظهر الفوضى مكونة من مكونات منتظمة ،أي أنها ليس مطلق الفوضى .
ثم ثانيا :إنها لا تلغي وجود نظام في الكون.
الأمر الذي يجعلنا نخلص إلى الاستنتاج التالي:
إن مقولة انتظام الكون مقولة لا قبل بدفعها أو رفضها .
إذن لنأخذ ملحوظة النظام ونعود بها إلى نقطة البدأ *الانفجار الكبير*
التي يرفض الملحد بإصرار غريب أن يقول لنا من أين جاء ؟
كما لا يقول لماذا كانت في سكون أزلي ثم "قررت" من تلقاء ذاتها أن تنفجر ؟
فلماذا بالضبط اختارت الوقت قبل 15 مليار سنة كي تنفجر ؟ وهنا نضع للزميل القانون الأول لنيوتون الذي نصه أن كل
شيء ساكن سيبقى ساكن ما لم يتدخل عامل خارجي .
فلنسلم مع الزميل الملحد أن الكون أزلي
فأنا سأكتفي بجواب واحد إذا أجابني الزميل عليه سأعلن إلحاد على الفور
بما أن المادة أزلية فلمذا اختار الكون زمنا قبل 15 مليار سنة ليعلن إنفجاره .؟؟؟؟
فلنترك هذا السؤال معلقا ولنمضي لنكشف زيوف ادعاءات الفوضى
الانفجار الكبير - لن يُحدث بانفجاره الفوضي و العشوائي عالما وكينونة مادية فقط ،بل كينونة فيها مادة وحياة وعقل !
بل ستحدث عالما مترابطا منتظما.
هنا يطرح من جديد سؤال جديد يحتاج الملحد أن يجيبنا عليه:
كيف يتكون من حدث الانفجار كون منتظم ؟ هل سمعت في يوم من الأيام عن انفجار فنبلة نووية أدت إلى تكون برج أو عمارة أو مبنى أو قصر ؟؟
لكن لنسلك مسلك التفكير الألحادي لنرى ونستشعر بوضوح المتاهة التي ستقودنا إليها الإجابة الإلحادية.
إن هذا الانفجار الحادث فجأة سينشئ كونا منتظما !!!
أما كيف حدث الانتظام فالإجابة الألحادية هي :
إن الأمر حدث صدفة.وهذا النظام المذهل في دقته الذي يؤسس للبناء الكوني كان أيضا مجرد صدفة!
وهذا هو الذي قرره الزميل في المقال الذي نقله حيث أن تكون مجموعتنا كان عن اثر الفوضى ومعلوم أن الفوضى تخالف النظام و بالتالي الكون نشأ صدفة
فلنحاول أن نفهم هذه الصدفة المسكينة التي طالما قمعناها نحن المتدينون
وهنا نحاول أن نبين الطريقة التي نشأ منها أول إنزيم على الكرة الأرضية
وكما وضحت سابقا في مداخلاتي أن حتى هذا الأنزيم الواحد اليتيم يعجز العقل العلمي عن تصور إمكان حدوثه صدفة.
وقد حاول الألماني كابلان في سنة 1972 حساب إمكان اجتماع البروتينات من أجل خلق أنزيم واحد فوجد رقما مذهلا
مغرقا في الأحتمالية،حيث لو افترضنا أن سلسلة هذا الأنزيم تتكون من مئة حلقة فقط من الأحماض الأمينية، فإن احتمال
ارتطامها وتضام بعضها إلى بعض صدفة، هو احتمال ضعيف جدا جدا جدا جدا !!!! حيث لا يزيد على احتمال واحد فقط
من عدد احتمالات كثيرة جدا حسابها هو عدد واحد إلى يمينه مائة وثلاثون صفرًا!!
وهنا أنقل إليك محاولة أخرى أكثر غرابة من سابقتها
لقد حاول رياضي سويسري شهير هو الأستاذ (تشارلز يوجين جواي) أن يستخرج هذه المدة عن طريق الرياضة. . فانتهى في أبحاثه إلى أن (الإمكان المحض) في وقوع الحادث الاتفاقي-الذي من شأنه أن يؤدى إلى خلق كون ، إذا ما توفرت المادة-هو واحد على 60/10 (أي 10×10 مائة وستين مرة). وبعبارة أخرى:نضيف مائة وستين صفرا إلى جانب عشرة! ! وهو عدد هائل وصفه في اللغة.
وفي الرياضيات فإن احتمالا كبيرا بهذا الشكل يؤول إلى الصفر أي انعدام الصدفة
نرجع إلى المقال الذي نقله الزميل المحترم لنقول : أن الهدف من نظرية الفوضى هو القول بأمرين إما أن الكون أزلي و
قد رددت على هذا الزعم أو أن الكون علة لنفسه
وفي الاحتمال الثاني فأن أسأل الزميل سؤالا آخر والذي سيضعه في موقف محرج إذا أقر بنظرية الفوضى
كيف أوجد الكون ذاته من عدم ؟
وهنا أريد من القارئ أن يتنبه جديا لهذا السؤال ليحسب مقدار اختلال الموقف الألحادي :
لنستبعد وجود الله ، أي وجود الخالق.
يبقى أمامنا هذا الوجود / الكون.
هنا يجد الموقف اللاحادي المعاصر بعد اهتزاز النظرية الفزيائية القائلة بأزلية المادة أمام مأزق جديد ،حيث يصطدم فلسفيا
بمقولةالعدم . فتخيلوا عدما مطلقا ثم وجد من هذا العدم وجود هائل هو هذا الكون.
إن المأزق الثاني الذي سيسقط فيه الموقف اللألحادي هو :كيف انتظم الكون مع أنه مادة غير عاقلة بذاتها؟
ثم كيف وجدت الحياة من مادة سديمية غير حية؟
ثم كيف من مادة غير عاقلة سينبثق العقل والفكر (الأنسان)؟؟؟؟
أسئلة ليس للموقف الألحادي أي جواب .
وهنا أذكر الخلاف الكبير الذي كان بين أينشتاين و هيزنبرغ ولوي دوبروي في مسألة الحتمية و العشوائية
فأينشتاين دافع على قانون السببية الذي هو أساس العقل و العلم المعاصر وكان دائما يقول في مناظراته مع مدعي
العشوائية و التي عرفت بنظرية الكم أنذاك ، كان يقول إن الله لا يلعب النرد ، دليلا منه على وجود النظام و قال بحق إن فزياء الكم لا تقدم فهما عاماوكاملا عن الوجود .
إن نظرية Michael Brown لا تدل على الفوضية و العشولئية في البناء الماكروي أي في الأجرام و الأفلاك
وذلك لأنه منظم على نحو جد معقد تتداخل فيه عوامل أكثر من أن تعد أو تحصى ، لذا فنحن نجهل مكونات وطرائق
هذا النظام.والجهل بجميع مكوناته و أنظمته هو الذي يجعل قصار النظر يدعون العشوائية و الفوضى و ذلك لمآرب
أخرى .
إن لعشوائية و الفوضى هي حسب بعض الاجتهادات المطروحة نتاج لعدم معرفة مزدوجة :
فهي نتاج عدم الأحاطة بالمجال المدروس بكافة متغيراته ،ومن أهم أسبابها ضعف أدوات القياس والملاحظة.
والسبب الثاني هو عدم القدرة على الأمساك بالمنطق الذي تشتغل به الطبيعة الكونية في هذا المجال. فالفزياء اليوم لاتزال
تتلمس الطريق إلى منهج في التفكير والمقاربة ينسجم مع المجال الكمومي .
وأضرب مثالا بسيط لتقريب ذلك
لو دخلت إلى معمل ضخم و نظرت إلى الآلة الرئيسة التي تتحكم في المصنع فإنك لن تدرك النظام الذي تسير عليه و عدم الإدراك هذا ناتج عن قصور الادوات التي تستعملها للملاحظة ولكن رغم ذلك فإنك لن تدعي الفوضى و العشوائية لأن عقلك يرفض ذلك
ونلاحظ من خلال كلام الزميل الملحد مسلكا في التفكير الإلحادي خلاصته التهرب من المجال الذي للعلم فيه قول
أقرب إلى اليقين إلى مجالات كمجال الماكرو فيزياء التي لا تزال معطياتها مجهولة ولا تزال محط بحث ومراجعة
واحتمال ثم يبني على المجهول موقفا معلوما وهو انتفاء الغائية و النظام ومن ثم القول بالالحاد،
ومن حق المؤمن أن يطلب من الملحد إجابة معقولة.
ومن حق المؤمن أن يرفض الاجابة الملحدةالقائلة بأن هذا الانتظام الكوني نتج صدفة ،لأنها بكل بساطة إجابة غير معقولة. لأن الصدفة لا تنتج نظاما .
أما مسألة الصدفة كخالقة للنظام والحياة بفعل انفجاريفهذا أمر غير مقبول حتى بالنسبة لأولى لحظات تكون الكون،أي
للحظة بدايته ،بل إن العلم يتحدث عن الثانية الأولى للأنفجار بوصفه كان لحظة حرجة تحتاج إلى نظام دقيق . ففي الثانية الأولى للأنفجار كان لابد من حساب مسبق لسرعة التمدد ،فلو كانت هذه السرعةأقل من جزء من مليون مضروب في مليار جزء لانهار الكون حول نفسه . ولو كان التسارع أعلى مما كان عليه لتناثرت المادة الألولية للكون ولما انتظمت منها كواكب ومجرات ... فهل من الصدفة أنيحدث من فعل الإنفجار هذه الدقة المتناهية إلىدرجة لو أن سرعة التفجير كانت أقل منجزء واحد مضروب في مليار جزء لأنهار الكون؟؟؟؟؟
هذا عن فعل الانفجار أما لودخلنا في حساب احتمالات تخلق ADN ووجود الماء وانبثاق الحياة فالأمر لايحتمله الحساب الرياضي أصلا!!!!!وقد بينت ذلك أعلاه
إذنإن التفسيرالإيماني الذي يقول بوجود خالق عالم مريد هو الذي صمم هذا الكون تفسير معقول ومقبولعقلا ،بينما التفسير الألحادي الذي يرجع ظهور الكون وانتظامه المذهل إلى فعل الصدفة تفسير لامعقول.
لننصت إلى أحد كبار الملحدين ،بل هو أكبر دعاة الألحاد، أقصد أنطوني فلو الذي تراجع منذ أشهر عن الموقف الألحادي
، دعنا ننصت إلى موقفه عندما كان ملحدا ، حيث كانت له الشجاعة الأدبية ليعلن أن نظرية الانفجار الكبير بتوكيدها
للحدوث تضع الفكر الألحادي في مأزق شديد.
وهذا ما قلته أنا ، وهذا ما يرفضه زميلي غير معترف بالمأزق ، إذن دعنا ننصت إلى أكبر دعاة الموقف الإلحادي يقول
في بداية التسعينات من القرن العشرين - وكان لا يزال ملحدا - :
يقول أنطوني فلو :
"يقولون إن الاعتراف يفيد الأنسان نفسيا ، وأنا سأدلي باعتراف :
إن نظرية الأنفجار العظيم شيء محرج جدا بالنسبة للملحدين ، وذلك لأن العلم برهن فكرة دافعت عنها الكتب الدينية ،،فكرة
أن للكون بداية "
هذا قول أكبر ملحدي النصف الثاني من القرن العشرين قول واعتراف من رجل له شجاعة الأعتراف بفكرة معارضة لموقفه الألحادي!
خلاصة القول أن كلمة الصدفة هي عبارة عن الغربال الذي يحاول به الملحد تغطية الشمس ، وأنا أرى أن الصدفة هي بالفعل غربال قادر على تغطية الشمس ، لكن ذلك يتم عند شخص الملحد فقط ،لأنه يغمض عينه بعد رفع الغربال فلا يصله نور الشمس!!!!و أقصد بإغماض العينين ؟ أقصد به عدم التفكير !!
في الصفحة 215 من كتاب بول دفيز "الله والفزياء المعاصرة " يعرض وهو مقتنع بما يعرضه من أن العلاقة السببية يمكن تخطيها مع الفزياء الكوانطية فيقول ترجمة عن الكتاب
إن الفزياء الكوانتية ترى إمكان وجود شيء بلا سبب. وهذا يعني ما نقله إلينا الزميل أن المجرات انتظمت و جاءت عن طريق الصدفة و الفوضى
لكن هل هذا أمر محسوم عند الفزيائيين ؟
قبل صفحة من قوله هذا نجد بول دفيز نفسه يقول
إن هذا السيناريو الفزيائي الكوانتي لا يجب أخذه بجدية
أي أن وجود شيء بلا سبب على الأطلاق سيناريو نظري تقول به الفزياء الكوانتية ،لكن لا يجب أخذ الفكرة بجدية..
بعد كل هذا التحليل لهذا المقال تتضح الأمور التالية
أن الصدفة لا تنشء نظاما وذلك اعتمادا على العقل و العلم و قانون الاحتمالات الرياضي
أن الفوضى الظاهرة في الكون ليست فوضى مطلقة بل تمس بعض الجوانب فقط و أن هذه الجوانب التي نرى أنها فوضى ناتجة عن ضعف إدراكنا لجميع القوانين و الأنظمة التي تقيد هذه الظاهرة و لضعف أدوات القياس
أن القول بأزلية المادة و لا نهائية الأسباب قول باطل عقلا و بداهة و علما
وهنا أعرض كلام عالم الرياضيات الشهير دافيد هلبرت يقول :" إن اللانهاية لاتوجد داخل الطبيعة... إن دورها الوحيد الذي يمكن أن تقوم به هو دور فكرة".
منقول من عدة مصادر
لكن ثمة الآن نظرية علمية تقول بالفوضى ،وجدت بأن يعض الملحدين يكررونها
وكأنها مدخل يعفيهم من سؤال كيف حدث النظام الكوني؟
فلنتأمل معا مأزق هذا التفكير الألحادي :
بالنسبة لنظرية الفوضى التي ظهرت في سبعينات القرن العشرين لا تقول أبدا بإلغاء فكرة الأنتظام الكوني . بل كل ما
تقوله هو أن ثمة ظواهر في الكون يمكن الأصطلاح عليها بكونها فوضى ،أي خارقة لما نشاهده من عادة الأنتظام الشاملة
للكون.
بل هنا يجب الانتباه إلى أمر دقيق وهو أن القول بالفوضى لا يمكن أن يتحقق إلا إذا كان هناك انتظام تقيس عليه فتنسب
الفوضى إلى ما لا ينتظم مثله .
ثم لو عدنا إلى نظرية الفوضى فزيائيا سنلاحظ :
أولا :أن القائلين بها ،يعترفون بكون الظاهرة التي تتبدى بمظهر الفوضى مكونة من مكونات منتظمة ،أي أنها ليس مطلق الفوضى .
ثم ثانيا :إنها لا تلغي وجود نظام في الكون.
الأمر الذي يجعلنا نخلص إلى الاستنتاج التالي:
إن مقولة انتظام الكون مقولة لا قبل بدفعها أو رفضها .
إذن لنأخذ ملحوظة النظام ونعود بها إلى نقطة البدأ *الانفجار الكبير*
التي يرفض الملحد بإصرار غريب أن يقول لنا من أين جاء ؟
كما لا يقول لماذا كانت في سكون أزلي ثم "قررت" من تلقاء ذاتها أن تنفجر ؟
فلماذا بالضبط اختارت الوقت قبل 15 مليار سنة كي تنفجر ؟ وهنا نضع للزميل القانون الأول لنيوتون الذي نصه أن كل
شيء ساكن سيبقى ساكن ما لم يتدخل عامل خارجي .
فلنسلم مع الزميل الملحد أن الكون أزلي
فأنا سأكتفي بجواب واحد إذا أجابني الزميل عليه سأعلن إلحاد على الفور
بما أن المادة أزلية فلمذا اختار الكون زمنا قبل 15 مليار سنة ليعلن إنفجاره .؟؟؟؟
فلنترك هذا السؤال معلقا ولنمضي لنكشف زيوف ادعاءات الفوضى
الانفجار الكبير - لن يُحدث بانفجاره الفوضي و العشوائي عالما وكينونة مادية فقط ،بل كينونة فيها مادة وحياة وعقل !
بل ستحدث عالما مترابطا منتظما.
هنا يطرح من جديد سؤال جديد يحتاج الملحد أن يجيبنا عليه:
كيف يتكون من حدث الانفجار كون منتظم ؟ هل سمعت في يوم من الأيام عن انفجار فنبلة نووية أدت إلى تكون برج أو عمارة أو مبنى أو قصر ؟؟
لكن لنسلك مسلك التفكير الألحادي لنرى ونستشعر بوضوح المتاهة التي ستقودنا إليها الإجابة الإلحادية.
إن هذا الانفجار الحادث فجأة سينشئ كونا منتظما !!!
أما كيف حدث الانتظام فالإجابة الألحادية هي :
إن الأمر حدث صدفة.وهذا النظام المذهل في دقته الذي يؤسس للبناء الكوني كان أيضا مجرد صدفة!
وهذا هو الذي قرره الزميل في المقال الذي نقله حيث أن تكون مجموعتنا كان عن اثر الفوضى ومعلوم أن الفوضى تخالف النظام و بالتالي الكون نشأ صدفة
فلنحاول أن نفهم هذه الصدفة المسكينة التي طالما قمعناها نحن المتدينون
وهنا نحاول أن نبين الطريقة التي نشأ منها أول إنزيم على الكرة الأرضية
وكما وضحت سابقا في مداخلاتي أن حتى هذا الأنزيم الواحد اليتيم يعجز العقل العلمي عن تصور إمكان حدوثه صدفة.
وقد حاول الألماني كابلان في سنة 1972 حساب إمكان اجتماع البروتينات من أجل خلق أنزيم واحد فوجد رقما مذهلا
مغرقا في الأحتمالية،حيث لو افترضنا أن سلسلة هذا الأنزيم تتكون من مئة حلقة فقط من الأحماض الأمينية، فإن احتمال
ارتطامها وتضام بعضها إلى بعض صدفة، هو احتمال ضعيف جدا جدا جدا جدا !!!! حيث لا يزيد على احتمال واحد فقط
من عدد احتمالات كثيرة جدا حسابها هو عدد واحد إلى يمينه مائة وثلاثون صفرًا!!
وهنا أنقل إليك محاولة أخرى أكثر غرابة من سابقتها
لقد حاول رياضي سويسري شهير هو الأستاذ (تشارلز يوجين جواي) أن يستخرج هذه المدة عن طريق الرياضة. . فانتهى في أبحاثه إلى أن (الإمكان المحض) في وقوع الحادث الاتفاقي-الذي من شأنه أن يؤدى إلى خلق كون ، إذا ما توفرت المادة-هو واحد على 60/10 (أي 10×10 مائة وستين مرة). وبعبارة أخرى:نضيف مائة وستين صفرا إلى جانب عشرة! ! وهو عدد هائل وصفه في اللغة.
وفي الرياضيات فإن احتمالا كبيرا بهذا الشكل يؤول إلى الصفر أي انعدام الصدفة
نرجع إلى المقال الذي نقله الزميل المحترم لنقول : أن الهدف من نظرية الفوضى هو القول بأمرين إما أن الكون أزلي و
قد رددت على هذا الزعم أو أن الكون علة لنفسه
وفي الاحتمال الثاني فأن أسأل الزميل سؤالا آخر والذي سيضعه في موقف محرج إذا أقر بنظرية الفوضى
كيف أوجد الكون ذاته من عدم ؟
وهنا أريد من القارئ أن يتنبه جديا لهذا السؤال ليحسب مقدار اختلال الموقف الألحادي :
لنستبعد وجود الله ، أي وجود الخالق.
يبقى أمامنا هذا الوجود / الكون.
هنا يجد الموقف اللاحادي المعاصر بعد اهتزاز النظرية الفزيائية القائلة بأزلية المادة أمام مأزق جديد ،حيث يصطدم فلسفيا
بمقولةالعدم . فتخيلوا عدما مطلقا ثم وجد من هذا العدم وجود هائل هو هذا الكون.
إن المأزق الثاني الذي سيسقط فيه الموقف اللألحادي هو :كيف انتظم الكون مع أنه مادة غير عاقلة بذاتها؟
ثم كيف وجدت الحياة من مادة سديمية غير حية؟
ثم كيف من مادة غير عاقلة سينبثق العقل والفكر (الأنسان)؟؟؟؟
أسئلة ليس للموقف الألحادي أي جواب .
وهنا أذكر الخلاف الكبير الذي كان بين أينشتاين و هيزنبرغ ولوي دوبروي في مسألة الحتمية و العشوائية
فأينشتاين دافع على قانون السببية الذي هو أساس العقل و العلم المعاصر وكان دائما يقول في مناظراته مع مدعي
العشوائية و التي عرفت بنظرية الكم أنذاك ، كان يقول إن الله لا يلعب النرد ، دليلا منه على وجود النظام و قال بحق إن فزياء الكم لا تقدم فهما عاماوكاملا عن الوجود .
إن نظرية Michael Brown لا تدل على الفوضية و العشولئية في البناء الماكروي أي في الأجرام و الأفلاك
وذلك لأنه منظم على نحو جد معقد تتداخل فيه عوامل أكثر من أن تعد أو تحصى ، لذا فنحن نجهل مكونات وطرائق
هذا النظام.والجهل بجميع مكوناته و أنظمته هو الذي يجعل قصار النظر يدعون العشوائية و الفوضى و ذلك لمآرب
أخرى .
إن لعشوائية و الفوضى هي حسب بعض الاجتهادات المطروحة نتاج لعدم معرفة مزدوجة :
فهي نتاج عدم الأحاطة بالمجال المدروس بكافة متغيراته ،ومن أهم أسبابها ضعف أدوات القياس والملاحظة.
والسبب الثاني هو عدم القدرة على الأمساك بالمنطق الذي تشتغل به الطبيعة الكونية في هذا المجال. فالفزياء اليوم لاتزال
تتلمس الطريق إلى منهج في التفكير والمقاربة ينسجم مع المجال الكمومي .
وأضرب مثالا بسيط لتقريب ذلك
لو دخلت إلى معمل ضخم و نظرت إلى الآلة الرئيسة التي تتحكم في المصنع فإنك لن تدرك النظام الذي تسير عليه و عدم الإدراك هذا ناتج عن قصور الادوات التي تستعملها للملاحظة ولكن رغم ذلك فإنك لن تدعي الفوضى و العشوائية لأن عقلك يرفض ذلك
ونلاحظ من خلال كلام الزميل الملحد مسلكا في التفكير الإلحادي خلاصته التهرب من المجال الذي للعلم فيه قول
أقرب إلى اليقين إلى مجالات كمجال الماكرو فيزياء التي لا تزال معطياتها مجهولة ولا تزال محط بحث ومراجعة
واحتمال ثم يبني على المجهول موقفا معلوما وهو انتفاء الغائية و النظام ومن ثم القول بالالحاد،
ومن حق المؤمن أن يطلب من الملحد إجابة معقولة.
ومن حق المؤمن أن يرفض الاجابة الملحدةالقائلة بأن هذا الانتظام الكوني نتج صدفة ،لأنها بكل بساطة إجابة غير معقولة. لأن الصدفة لا تنتج نظاما .
أما مسألة الصدفة كخالقة للنظام والحياة بفعل انفجاريفهذا أمر غير مقبول حتى بالنسبة لأولى لحظات تكون الكون،أي
للحظة بدايته ،بل إن العلم يتحدث عن الثانية الأولى للأنفجار بوصفه كان لحظة حرجة تحتاج إلى نظام دقيق . ففي الثانية الأولى للأنفجار كان لابد من حساب مسبق لسرعة التمدد ،فلو كانت هذه السرعةأقل من جزء من مليون مضروب في مليار جزء لانهار الكون حول نفسه . ولو كان التسارع أعلى مما كان عليه لتناثرت المادة الألولية للكون ولما انتظمت منها كواكب ومجرات ... فهل من الصدفة أنيحدث من فعل الإنفجار هذه الدقة المتناهية إلىدرجة لو أن سرعة التفجير كانت أقل منجزء واحد مضروب في مليار جزء لأنهار الكون؟؟؟؟؟
هذا عن فعل الانفجار أما لودخلنا في حساب احتمالات تخلق ADN ووجود الماء وانبثاق الحياة فالأمر لايحتمله الحساب الرياضي أصلا!!!!!وقد بينت ذلك أعلاه
إذنإن التفسيرالإيماني الذي يقول بوجود خالق عالم مريد هو الذي صمم هذا الكون تفسير معقول ومقبولعقلا ،بينما التفسير الألحادي الذي يرجع ظهور الكون وانتظامه المذهل إلى فعل الصدفة تفسير لامعقول.
لننصت إلى أحد كبار الملحدين ،بل هو أكبر دعاة الألحاد، أقصد أنطوني فلو الذي تراجع منذ أشهر عن الموقف الألحادي
، دعنا ننصت إلى موقفه عندما كان ملحدا ، حيث كانت له الشجاعة الأدبية ليعلن أن نظرية الانفجار الكبير بتوكيدها
للحدوث تضع الفكر الألحادي في مأزق شديد.
وهذا ما قلته أنا ، وهذا ما يرفضه زميلي غير معترف بالمأزق ، إذن دعنا ننصت إلى أكبر دعاة الموقف الإلحادي يقول
في بداية التسعينات من القرن العشرين - وكان لا يزال ملحدا - :
يقول أنطوني فلو :
"يقولون إن الاعتراف يفيد الأنسان نفسيا ، وأنا سأدلي باعتراف :
إن نظرية الأنفجار العظيم شيء محرج جدا بالنسبة للملحدين ، وذلك لأن العلم برهن فكرة دافعت عنها الكتب الدينية ،،فكرة
أن للكون بداية "
هذا قول أكبر ملحدي النصف الثاني من القرن العشرين قول واعتراف من رجل له شجاعة الأعتراف بفكرة معارضة لموقفه الألحادي!
خلاصة القول أن كلمة الصدفة هي عبارة عن الغربال الذي يحاول به الملحد تغطية الشمس ، وأنا أرى أن الصدفة هي بالفعل غربال قادر على تغطية الشمس ، لكن ذلك يتم عند شخص الملحد فقط ،لأنه يغمض عينه بعد رفع الغربال فلا يصله نور الشمس!!!!و أقصد بإغماض العينين ؟ أقصد به عدم التفكير !!
في الصفحة 215 من كتاب بول دفيز "الله والفزياء المعاصرة " يعرض وهو مقتنع بما يعرضه من أن العلاقة السببية يمكن تخطيها مع الفزياء الكوانطية فيقول ترجمة عن الكتاب
إن الفزياء الكوانتية ترى إمكان وجود شيء بلا سبب. وهذا يعني ما نقله إلينا الزميل أن المجرات انتظمت و جاءت عن طريق الصدفة و الفوضى
لكن هل هذا أمر محسوم عند الفزيائيين ؟
قبل صفحة من قوله هذا نجد بول دفيز نفسه يقول
إن هذا السيناريو الفزيائي الكوانتي لا يجب أخذه بجدية
أي أن وجود شيء بلا سبب على الأطلاق سيناريو نظري تقول به الفزياء الكوانتية ،لكن لا يجب أخذ الفكرة بجدية..
بعد كل هذا التحليل لهذا المقال تتضح الأمور التالية
أن الصدفة لا تنشء نظاما وذلك اعتمادا على العقل و العلم و قانون الاحتمالات الرياضي
أن الفوضى الظاهرة في الكون ليست فوضى مطلقة بل تمس بعض الجوانب فقط و أن هذه الجوانب التي نرى أنها فوضى ناتجة عن ضعف إدراكنا لجميع القوانين و الأنظمة التي تقيد هذه الظاهرة و لضعف أدوات القياس
أن القول بأزلية المادة و لا نهائية الأسباب قول باطل عقلا و بداهة و علما
وهنا أعرض كلام عالم الرياضيات الشهير دافيد هلبرت يقول :" إن اللانهاية لاتوجد داخل الطبيعة... إن دورها الوحيد الذي يمكن أن تقوم به هو دور فكرة".
منقول من عدة مصادر
تعاليق
الأحد أبريل 11, 2010 4:57 pm
جزاك الله خير يا محب الصحابة ، تم تقييمك
الأحد أبريل 11, 2010 5:36 pm
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
تتكرر عندهم نظرية الفوضى والصدفة.. ولكن لا أدري لماذا لم يسألوا أنفسهم مرة أخرى ولماذا كونت هذه الصدفة وهذه الفوضى هذه الأشياء ؟؟ وكيف كونتها ونظمتها بهذا الجمال ؟؟ أتراها تعقل وتفهم ؟؟
سبحان الله