29102012
كل ما ورد حتى الآن يشير إلى عدم وجود "المجال ثلاثي الأبعاد" في الحقيقة، وأنه مجرد حكم مسبق وُجد بصورة كاملة بناء على إدراكات حسية، وأن الإنسان يعيش حياته كلها في "اللامحدود". فليس هناك إثبات صحيح لوجود عالم مادي ثلاثي الأبعاد. إن الكون الذي نسكنه هو حصيلة صورة مؤلفة من أدوار من الضوء والظل. ولإثبات عكس ذلك يجب أن يتكون لدينا اعتقاد خرافي بعيد جداً عن العقل والحقيقة العلمية.
.
وهذا ينفي الفرضية الأولية للفلسفة المادية، ألا وهي فرضية أن المادة شيء مطلق وخالد. والفرضية الثانية التي تستند إليها الفلسفة المادية هي افتراض أن الزمن مطلق وخالد. وهذه الفرضية خرافية مثل سابقتها.
إدراك الزمن
إن ما ندركه على أنه الزمن هو، في الواقع، طريقة تقارن بواسطتها لحظة بأخرى. وتستطيع شرح ذلك بإعطاء مثال. فمثلاً، عندما يضرب شخص ما على شيء فإنه يسمع صوتاً محددا. وعندما نضرب على الشيء نفسه بعد خمس دقائق فإنه يصدر أيضا صوتا آخر. ويستطيع إدراك أن هناك فاصلاً بين الصوت الأول والثاني، ويقول لهذا الفاصل بينهما "زمنا". أيضاً في الوقت الذي يسمع فيه الصوت الثاني فإن الصوت الأول الذي سمعه ليس أكثر من تصور عقلي، وهذه ليست أكثر من معلومة صغيرة في ذاكرته. ويصيغ الشخص مفهوم الزمن بمقارنة اللحظة التي يعيشها بما هو موجود في ذاكرته وإذا لم تجر هذه المقارنة فلن يكون هناك مفهوم للزمن.
.
وبصورة مشابهة، فإن من يشغل غرفة، يقوم بإجراء مقارنة عندما يرى شخصاً ما يدخل من الباب ويجلس على كرسي في وسط الغرفة. ومع مرور الوقت فإن الزائر الجديد الجالس على الكرسي، والصور المرتبطة بلحظات فتحه الباب ودخوله الغرفة متجهاً نحو الكرسي، كل ذلك يتجمع في دماغه كأجزاء معلومات. إن إدراك الزمن يحدث عندما يقارن الشخص الآخر الجالس على الكرسي مع أجزاء المعلومات الموجودة في دماغه.
.
وبإيجاز فإن الزمن يصبح موجوداً نتيجة لمقارنة تتم بين بعض المعلومات المخزونة في الدماغ. فإذا لم يكن هناك ذاكرة لدى الشخص، فإن دماغه لن يستطيع القيام بهذا التفسير، وبالتالي لن يستطيع أبداً القيام بتشكيل مفهوم الزمن. إن السبب الوحيد الذي يجعل شخصاً ما يقرر أن عمره ثلاثون عاماً هو لأنه قد جمع معلومات تعود إلى الأعوام الموجودة في عقله. وإذا لم تكن لديه ذاكرة فإنه لن يفكر في وجود تلك الفترة الماضية، وسيشعر فقط بـ"اللحظة" الوحيدة التي يعيشها ـ وهذه نقطة مهمة جداً.
التفسير العلمي للخلود
لنحاول توضيح الموضوع بالاقتباس من عدة تفسيرات لعلماء وباحثين حول هذا الموضوع. بالنسبة إلى الزّمن والعودة إلى الوراء يقول العالم الشهير الحائز على جائزة نوبل البروفيسور في علم الوراثة فرانسوا جيكوب في كتابه "الممكن والفعلي" ما يلي:
"عندما تعيد الفيلم في الاتجاه المعاكس يصبح من الممكن تصور العالم حين يعود الزمن إلى الوراء، إنه عالمٌ حيث ينفصل الحليب عن القهوة وينسكب من الفنجان ليصل إلى إبريق الحليب، عالم حيث تصدر أشعة الضوء من الجدران وتتجمع في مصيدة (مركز الثقل) بدل أن تندفع من مصدر الضوء. عالم ينزلق فيه الحجر إلى كف الإنسان بتعاون مدهش بين عدد لا يحصى من نقاط الماء تسمح للحجر بالقفز من الماء. ومع هذا ففي مثل هذا العالم، حيث الزمن له هذه المظاهر العكسية فإن مسارات عقولنا والطريقة التي تقوم فيها ذاكرتنا بجمع المعلومات ستعمل إلى الوراء بصورة مشابهة. والشيء ذاته صحيح بالنسبة إلى الماضي والمستقبل، وسيبدو العالم بالنسبة إلينا تماماً كما يبدو في حالته الراهنة(23)".
.
وبما أن دماغنا قد اعتاد على سلسلة من الحوادث، فإن العالم لا يعمل كما أوردنا سابقا، ونحن نفترض أن الزمن يسير دوماً إلى الأمام. وعلى أي حال فإن هذا القرار تم التوصل إليه بواسطة الدماغ وهو قرار نسبي. وإذا رتبنا أجزاء المعلومات في ذاكرتنا كما هو الحال في الأفلام، التي تدور للخلف، ففي هذه الحالة سنبدأ في إدراك الماضي على أنه مستقبل والمستقبل على أنه ماضضٍ وسنعيش حياتنا بتسلسل معاكس تماماً.
.
لا يمكننا أن نعرف أبداً كيف يجري الزمن في الحقيقة، أو حتى إن كان يجري أم لا. هذا مؤشر لحقيقة أن الزمن ليس حقيقة مطلقة، بل هو نوع من الإدراك.
إن نسبية الزمن هي حقيقة أكدها أيضاً أحد أهم علماء الفيزياء في القرن العشرين ألبرت إنشتاين. ويقول لنكولن بارنت في كتابه: "الكون والدكتور إينشتاين":
.
"لقد نبذ إينشتاين، إضافة إلى الخير المطلق، مفهوم الزمن المطلق ـ حول الانسياب العالمي للزمن الثابت واللامتغير والذي لا يمكن سبره، والجاري من ماضٍ لا محدود إلى مستقبل لا محدود. إن معظم الغموض الذي يحيط بنظرية النسبية ناتج عن عدم رغبة الإنسان في الاعتراف أن الإحساس بالزمن، مثل الإحساس باللون، هو شكل من الإدراك. وكما أن المكان هو ببساطة ترتيب محتمل لأشياء مادية، كذلك الزمن هو ترتيب محتمل للأحداث. إن أفضل توضيح لذاتية الزمن هي كلمات إينشتاين نفسه الذي يقول:
.
"إن تجارب الفرد تبدو لنا مرتبة من خلال سلسلة من الأحداث، وفي هذه السلسلة تبدو الأحداث التي نتذكرها وكأنها مرتبة حسب مقياس الأقدم فالأحدث. وبالتالي يتشكل لدى الفرد "زمن الأنا" أو الزمن الذاتي. وهذا بحد ذاته لا يمكن قياسه. إنني أستطيع بالفعل، ربط الأرقام بالأحداث بحيث أن الرقم الأكبر يرتبط بالحادثة التالية بدلاً من ارتباطه بالحادثة التي سبقتها(24)".
ولقد أشار إينشتاين نفسه، كما جاء في كتاب بارنت "إلى أن المكان والزمان هما شكلان للحدس، لا يمكن فصلهما عن الشعور تماماً مثل مفاهيمنا عن اللون والشكل أو القياس".
.
وحسب نظرية النسبية العامة: «ليس للزمن وجود مستقل بمعزل عن تسلسل الأحداث التي نقيس بها(25)".
.
وبما أن الزمن يستند إلى الإدراك الحسي فإنه يستند بصورة كاملة إلى الشخص المدرك، وبالتالي فهو نسبي.
.
.
إن السرعة التي يمضي بها الزمن تختلف حسب المصادر التي نستخدمها لقياسه، لأنه لا يوجد ساعة طبيعية في جسم الإنسان لتبين بدقة ما هي السرعة التي يسير بها الزمن. وقد كتب لنكولن بارنيت بهذا الخصوص: "وكما أنه لا يوجد لون بدون وجود عين تميزه، كذلك فإن اللحظة أو الساعة أو اليوم لا تساوي شيئاً بدون وجود حادثة تسجلها(26)".
.
وتمارس نسبية الزمن بوضوح في الأحلام. ورغم أن ما نراه في أحلامنا يبدو وكأنه قد استمر لساعات، ولكن الحلم في الحقيقة لا يدوم سوى دقائق قليلة، بل ثوانٍ قليلة.
.
دعونا نفكر في مثال آخر لتوضيح الموضوع أكثر. ولنفترض أننا موجودون في غرفة فيها نافذة وحيدة مصممة بصورة خاصة، وبقينا في الغرفة لفترة معينة. إن الساعة الموجودة في الغرفة تسمح لنا بمعرفة كمية الزمن الذي مر. وفي الوقت نفسه، فإننا نستطيع أن نرى من نافذة الغرفة شروق الشمس وغروبها في فواصل محددة. وبعد عدة أيام فإن الجواب الذي يمكن أن نقدمه حول طول الزمن الذي قضيناه في الغرفة سيستند إلى المعلومات التي جمعناها بالنظر إلى الساعة بين الحين والآخر، وإلى الحسابات التي قمنا بها حول عدد مرات شروق الشمس وغروبها. لنفترض حسب تقديرنا أننا قضينا ثلاثة أيام في الغرفة. ومع ذلك، إذا قال الشخص الذي وضعنا في الغرفة بأننا قضينا يومين فقط هناك، وأن الشمس التي رأيناها من النافذة كانت مصطنعة بواسطة آلة وأن الساعة الموجودة في الغرفة قد ضبطت كي تعمل بسرعة خاصة، عندئذ تكون الحسابات التي أجريناها لا معنى لها".
.
وهذا المثال يؤكد أن المعلومات الموجودة لدينا حول معدل مرور الزمن يستند إلى مراجع نسبية.وبالطريقة نفسها، فإن حقيقة أن كل شخص يدرك سرعة مرور الزمن بصورة مختلفة ضمن حالات مختلفة، فهذا دليل على أن الزمن ليس إلا إدراكٌ نفسيٌ. فمثلاً عندما تريد أن تقابل صديقاً فإن تأخير مدة 10 دقائق من جانبه سيبدو لك لا متناهياً أو على الأقل زمناً طويلاً. أو بالنسبة إلى شخص يعاني الأرق، وعليه أن يستيقظ ليذهب إلى المدرسة أو العمل، فإن نوم عشر دقائق إضافية تبدو مدة طويلة جداً. وربما يعتقد أن كل الفترة التي نام فيها هي العشر دقائق تلك. وفي بعض الحالات يحدث العكس. وكما تذكر خلال سنوات المدرسة، فبعد مرور أربعين دقيقة من الدرس، والتي تبدو كأنها قرون، فإن الاستراحة لمدة عشر دقائق تبدو أنها مرت بسرعة كبيرة.
.
إن نسبية الزمن هي حقيقة علمية ثبتت أيضاً بالمنهج العلمي. ونظرية إينشتاين حول النسبية العامة تؤكد أن سرعة الزمن تتغير بالاستناد إلى سرعة الشيء وموقعه من حقل الجاذبية الأرضية. وكلما تزايدت السرعة نقص الزمن وانضغط، بحيث يتباطأ وكأنه سيصل إلى نقطة "التوقف".
.
ولنشرح ذلك بإعطاء مثال من أمثلة إينشتاين. تخيل توأماً، أحدهما بقي على الأرض بينما سافر الآخر في الفضاء بسرعة قريبة من سرعة الضوء. فعندما يعود المسافر سيرى أن أخاه قد أصبح أطول منه بكثير. والسبب هو أن الزمن يمضي بصورة أبطأ بكثير بالنسبة إلى الشخص الذي يسافر بسرعات تقارب سرعة الضوء. والشيء نفسه ينطبق على أب يسافر في صاروخ بالفضاء سرعته تقارب 99% من سرعة الضوء، وابنه موجود على الأرض. "إذا كان عمر الأب سبعة وعشرون عاماً عندما انطلق، وعمر ابنه ثلاث سنوات، فعندما يعود الأب إلى الأرض بعد ثلاثين عاماً (بتوقيت الأرض) فسيكون عمر الابن ثلاثاً وثلاثين عاماً، بينما يكون عمر أبيه ثلاثين عاماً فقط(27)".
.
إن نسبية الزمن هذه ليست بسبب إبطاء أو تسريع الساعات أو إبطاء النابض الميكانيكي. إنها بالأحرى نتيجة اختلاف عملية المدد في النظام الكلي لوجود المادة، وهذا أمر عميق يصل إلى الأجزاء الصغيرة للذرة. في مثل هذا الإطار حيث يختصر الزمن، فإن ضربات قلب الإنسان ومطابقة الخلايا وعمل الدماغ الخ، كلها تعمل ببطء، ومع ذلك فإن الشخص يستمر في حياته اليومية ولا يلاحظ اختصار الزمن إطلاقاً.
.
وهذه الحقائق التي كشفت عنها النظرية النسبية قد أثبتت مرات قليلة من قبل علماء مختلفين. ويقول إيزاك أسيموف في كتابه "اكتشافات" أيضاً أنه مضى 84 عاماً على نشر نظرية إينشتاين النسبية، وفي كل مرة تختبر فيها النظرية وتبين أن إينشتاين على حق مرة أخرى(28).
النسبية في القرآن
النتيجة التي وصلنا إليها من خلال الاكتشافات العلمية الحديثة هي أن الزمن ليس حقيقة مطلقة كما يفترضها الماديون بل هو إدراك نسبي. والأمر الأكثر إثارة هو أن هذه الحقيقة التي لم يكتشفها العلم إلا في القرن العشرين قد كشف عنها القرآن الكريم للبشرية قبل أربعة عشر قرناً. وهناك مراجع مختلفة في القرآن حول نسبية الزمن.
.
يمكن أن ترى في العديد من الآيات القرآنية الحقيقة المثبتة علمياً بأن الزمن هو إدراك نفسي يعتمد على الأحداث والمكان والظروف. فحياة الإنسان مثلاً كلها عبارة عن زمن قصير جداً كما يبين لنا القرآن الكريم:
.
يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلا قَلِيلاً [سورة الإسراء: 52].
وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلا سَاعَةً مِنْ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ
[سورة يونس: 45].
.
وتشير بعض الآيات إلى أن الناس يدركون الزمن بصورة مختلفة، كما يدرك الناس أحياناً فترة قصيرة جداً على أنها فترة طويلة جداً. والنقاش التالي بين مجموعة من الناس خلال حسابهم في اليوم الآخر مثال جيد على ذلك:
.
قُلْ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأرْضِ عَدَدَ سِنِينَ، قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَسْئَلِ الْعَادِّينَ، قَالَ إنْ لَبِثْتُمْ إِلا قَلِيلاً لَوْ أَنَّكُمْ تَعْلَمُونَ [سورة المؤمنون: 112- 114].
.
ويبين الله في آيات أخرى أن الوقت يمكن أن يمضي بسرعات مختلفة في أماكن مختلفة:
تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ
[سورة المعارج: 4].
يُدَبِّرُ الأمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَان مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ [سورة السجدة: 5].
.
إن هذه الآيات هي تعبير واضح عن نسبية الزمن. وأن هذا الاكتشاف الذي فهمه العلماء مؤخراً في القرن العشرين، قد وصل أعلن عنه القرآن الكريم قبل 1400 عام، وهو دليل على أن القرآن هو وحي من عند الله، الذي يحيط بكل زمان ومكان.
.
وهناك آيات كثيرة في القرآن تبين أن الزمن مجرد إدراك. وهذا واضح بصورة خاصة في القصص. فمثلاً أبقى الله أهل الكهف، وهم مجموعة من المؤمنين ذكرهم القرآن، في نوم عميق، أكثر من ثلاثة قرون. وعندما استيقظوا ظن هؤلاء بأنهم ظلوا في هذه الحالة مدة قصيرة ولم يدركوا أنهم ناموا طويلاً:
.
فَضَرَبْنَا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً، ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً [سورة الكهف: 11ـ 12].
وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لبثنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ [سورة الكهف: 19].
وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ [سورة الحج: 47].
إن الحالة الموصوفة في الآية التالية هي أيضاً دليل على أن الزمن هو في الحقيقة إدراك نفسي .
الله تعالى هو الذي خلق الزمن، لكنه غير مقيد به. إلا أن الإنسان من جهة أخرى، محدود بالزمن، الذي يقدره الله. وكما جاء في الآية فالإنسان غير قادر حتى على معرفة كم من الوقت نام. وإذا كان الأمر كذلك فالتأكيد على أن الزمن مطلق (كما يفعل الماديون) أمر غير منطقي أبداً.
المراجع :
23. François Jacob, Le Jeu des Possibles, University of Washington Press, 1982, p. 111
24. Lincoln Barnett, The Universe and Dr. Einstein, William Sloane Associate, New York, 1948, p. 52-53
25. Lincoln Barnett, The Universe and Dr. Einstein, William Sloane Associate, New York, 1948, p. 17
26. Lincoln Barnett, The Universe and Dr. Einstein, William Sloane Associate, New York, 1948, p. 58
27. Paul Strathern, The Big Idea:Einstein and Relativity, Arrow Books, 1997, p. 57
28. Isaac Asimov, "Frontiers"
29. Lincoln Barnett, The Universe and Dr. Einstein, William Sloane Associate, New York, 1948, p. 84
.
وهذا ينفي الفرضية الأولية للفلسفة المادية، ألا وهي فرضية أن المادة شيء مطلق وخالد. والفرضية الثانية التي تستند إليها الفلسفة المادية هي افتراض أن الزمن مطلق وخالد. وهذه الفرضية خرافية مثل سابقتها.
إدراك الزمن
إن ما ندركه على أنه الزمن هو، في الواقع، طريقة تقارن بواسطتها لحظة بأخرى. وتستطيع شرح ذلك بإعطاء مثال. فمثلاً، عندما يضرب شخص ما على شيء فإنه يسمع صوتاً محددا. وعندما نضرب على الشيء نفسه بعد خمس دقائق فإنه يصدر أيضا صوتا آخر. ويستطيع إدراك أن هناك فاصلاً بين الصوت الأول والثاني، ويقول لهذا الفاصل بينهما "زمنا". أيضاً في الوقت الذي يسمع فيه الصوت الثاني فإن الصوت الأول الذي سمعه ليس أكثر من تصور عقلي، وهذه ليست أكثر من معلومة صغيرة في ذاكرته. ويصيغ الشخص مفهوم الزمن بمقارنة اللحظة التي يعيشها بما هو موجود في ذاكرته وإذا لم تجر هذه المقارنة فلن يكون هناك مفهوم للزمن.
.
وبصورة مشابهة، فإن من يشغل غرفة، يقوم بإجراء مقارنة عندما يرى شخصاً ما يدخل من الباب ويجلس على كرسي في وسط الغرفة. ومع مرور الوقت فإن الزائر الجديد الجالس على الكرسي، والصور المرتبطة بلحظات فتحه الباب ودخوله الغرفة متجهاً نحو الكرسي، كل ذلك يتجمع في دماغه كأجزاء معلومات. إن إدراك الزمن يحدث عندما يقارن الشخص الآخر الجالس على الكرسي مع أجزاء المعلومات الموجودة في دماغه.
.
وبإيجاز فإن الزمن يصبح موجوداً نتيجة لمقارنة تتم بين بعض المعلومات المخزونة في الدماغ. فإذا لم يكن هناك ذاكرة لدى الشخص، فإن دماغه لن يستطيع القيام بهذا التفسير، وبالتالي لن يستطيع أبداً القيام بتشكيل مفهوم الزمن. إن السبب الوحيد الذي يجعل شخصاً ما يقرر أن عمره ثلاثون عاماً هو لأنه قد جمع معلومات تعود إلى الأعوام الموجودة في عقله. وإذا لم تكن لديه ذاكرة فإنه لن يفكر في وجود تلك الفترة الماضية، وسيشعر فقط بـ"اللحظة" الوحيدة التي يعيشها ـ وهذه نقطة مهمة جداً.
التفسير العلمي للخلود
لنحاول توضيح الموضوع بالاقتباس من عدة تفسيرات لعلماء وباحثين حول هذا الموضوع. بالنسبة إلى الزّمن والعودة إلى الوراء يقول العالم الشهير الحائز على جائزة نوبل البروفيسور في علم الوراثة فرانسوا جيكوب في كتابه "الممكن والفعلي" ما يلي:
"عندما تعيد الفيلم في الاتجاه المعاكس يصبح من الممكن تصور العالم حين يعود الزمن إلى الوراء، إنه عالمٌ حيث ينفصل الحليب عن القهوة وينسكب من الفنجان ليصل إلى إبريق الحليب، عالم حيث تصدر أشعة الضوء من الجدران وتتجمع في مصيدة (مركز الثقل) بدل أن تندفع من مصدر الضوء. عالم ينزلق فيه الحجر إلى كف الإنسان بتعاون مدهش بين عدد لا يحصى من نقاط الماء تسمح للحجر بالقفز من الماء. ومع هذا ففي مثل هذا العالم، حيث الزمن له هذه المظاهر العكسية فإن مسارات عقولنا والطريقة التي تقوم فيها ذاكرتنا بجمع المعلومات ستعمل إلى الوراء بصورة مشابهة. والشيء ذاته صحيح بالنسبة إلى الماضي والمستقبل، وسيبدو العالم بالنسبة إلينا تماماً كما يبدو في حالته الراهنة(23)".
.
وبما أن دماغنا قد اعتاد على سلسلة من الحوادث، فإن العالم لا يعمل كما أوردنا سابقا، ونحن نفترض أن الزمن يسير دوماً إلى الأمام. وعلى أي حال فإن هذا القرار تم التوصل إليه بواسطة الدماغ وهو قرار نسبي. وإذا رتبنا أجزاء المعلومات في ذاكرتنا كما هو الحال في الأفلام، التي تدور للخلف، ففي هذه الحالة سنبدأ في إدراك الماضي على أنه مستقبل والمستقبل على أنه ماضضٍ وسنعيش حياتنا بتسلسل معاكس تماماً.
.
لا يمكننا أن نعرف أبداً كيف يجري الزمن في الحقيقة، أو حتى إن كان يجري أم لا. هذا مؤشر لحقيقة أن الزمن ليس حقيقة مطلقة، بل هو نوع من الإدراك.
إن نسبية الزمن هي حقيقة أكدها أيضاً أحد أهم علماء الفيزياء في القرن العشرين ألبرت إنشتاين. ويقول لنكولن بارنت في كتابه: "الكون والدكتور إينشتاين":
.
"لقد نبذ إينشتاين، إضافة إلى الخير المطلق، مفهوم الزمن المطلق ـ حول الانسياب العالمي للزمن الثابت واللامتغير والذي لا يمكن سبره، والجاري من ماضٍ لا محدود إلى مستقبل لا محدود. إن معظم الغموض الذي يحيط بنظرية النسبية ناتج عن عدم رغبة الإنسان في الاعتراف أن الإحساس بالزمن، مثل الإحساس باللون، هو شكل من الإدراك. وكما أن المكان هو ببساطة ترتيب محتمل لأشياء مادية، كذلك الزمن هو ترتيب محتمل للأحداث. إن أفضل توضيح لذاتية الزمن هي كلمات إينشتاين نفسه الذي يقول:
.
"إن تجارب الفرد تبدو لنا مرتبة من خلال سلسلة من الأحداث، وفي هذه السلسلة تبدو الأحداث التي نتذكرها وكأنها مرتبة حسب مقياس الأقدم فالأحدث. وبالتالي يتشكل لدى الفرد "زمن الأنا" أو الزمن الذاتي. وهذا بحد ذاته لا يمكن قياسه. إنني أستطيع بالفعل، ربط الأرقام بالأحداث بحيث أن الرقم الأكبر يرتبط بالحادثة التالية بدلاً من ارتباطه بالحادثة التي سبقتها(24)".
ولقد أشار إينشتاين نفسه، كما جاء في كتاب بارنت "إلى أن المكان والزمان هما شكلان للحدس، لا يمكن فصلهما عن الشعور تماماً مثل مفاهيمنا عن اللون والشكل أو القياس".
.
وحسب نظرية النسبية العامة: «ليس للزمن وجود مستقل بمعزل عن تسلسل الأحداث التي نقيس بها(25)".
.
وبما أن الزمن يستند إلى الإدراك الحسي فإنه يستند بصورة كاملة إلى الشخص المدرك، وبالتالي فهو نسبي.
.
.
إن السرعة التي يمضي بها الزمن تختلف حسب المصادر التي نستخدمها لقياسه، لأنه لا يوجد ساعة طبيعية في جسم الإنسان لتبين بدقة ما هي السرعة التي يسير بها الزمن. وقد كتب لنكولن بارنيت بهذا الخصوص: "وكما أنه لا يوجد لون بدون وجود عين تميزه، كذلك فإن اللحظة أو الساعة أو اليوم لا تساوي شيئاً بدون وجود حادثة تسجلها(26)".
.
وتمارس نسبية الزمن بوضوح في الأحلام. ورغم أن ما نراه في أحلامنا يبدو وكأنه قد استمر لساعات، ولكن الحلم في الحقيقة لا يدوم سوى دقائق قليلة، بل ثوانٍ قليلة.
.
دعونا نفكر في مثال آخر لتوضيح الموضوع أكثر. ولنفترض أننا موجودون في غرفة فيها نافذة وحيدة مصممة بصورة خاصة، وبقينا في الغرفة لفترة معينة. إن الساعة الموجودة في الغرفة تسمح لنا بمعرفة كمية الزمن الذي مر. وفي الوقت نفسه، فإننا نستطيع أن نرى من نافذة الغرفة شروق الشمس وغروبها في فواصل محددة. وبعد عدة أيام فإن الجواب الذي يمكن أن نقدمه حول طول الزمن الذي قضيناه في الغرفة سيستند إلى المعلومات التي جمعناها بالنظر إلى الساعة بين الحين والآخر، وإلى الحسابات التي قمنا بها حول عدد مرات شروق الشمس وغروبها. لنفترض حسب تقديرنا أننا قضينا ثلاثة أيام في الغرفة. ومع ذلك، إذا قال الشخص الذي وضعنا في الغرفة بأننا قضينا يومين فقط هناك، وأن الشمس التي رأيناها من النافذة كانت مصطنعة بواسطة آلة وأن الساعة الموجودة في الغرفة قد ضبطت كي تعمل بسرعة خاصة، عندئذ تكون الحسابات التي أجريناها لا معنى لها".
.
وهذا المثال يؤكد أن المعلومات الموجودة لدينا حول معدل مرور الزمن يستند إلى مراجع نسبية.وبالطريقة نفسها، فإن حقيقة أن كل شخص يدرك سرعة مرور الزمن بصورة مختلفة ضمن حالات مختلفة، فهذا دليل على أن الزمن ليس إلا إدراكٌ نفسيٌ. فمثلاً عندما تريد أن تقابل صديقاً فإن تأخير مدة 10 دقائق من جانبه سيبدو لك لا متناهياً أو على الأقل زمناً طويلاً. أو بالنسبة إلى شخص يعاني الأرق، وعليه أن يستيقظ ليذهب إلى المدرسة أو العمل، فإن نوم عشر دقائق إضافية تبدو مدة طويلة جداً. وربما يعتقد أن كل الفترة التي نام فيها هي العشر دقائق تلك. وفي بعض الحالات يحدث العكس. وكما تذكر خلال سنوات المدرسة، فبعد مرور أربعين دقيقة من الدرس، والتي تبدو كأنها قرون، فإن الاستراحة لمدة عشر دقائق تبدو أنها مرت بسرعة كبيرة.
.
إن نسبية الزمن هي حقيقة علمية ثبتت أيضاً بالمنهج العلمي. ونظرية إينشتاين حول النسبية العامة تؤكد أن سرعة الزمن تتغير بالاستناد إلى سرعة الشيء وموقعه من حقل الجاذبية الأرضية. وكلما تزايدت السرعة نقص الزمن وانضغط، بحيث يتباطأ وكأنه سيصل إلى نقطة "التوقف".
.
ولنشرح ذلك بإعطاء مثال من أمثلة إينشتاين. تخيل توأماً، أحدهما بقي على الأرض بينما سافر الآخر في الفضاء بسرعة قريبة من سرعة الضوء. فعندما يعود المسافر سيرى أن أخاه قد أصبح أطول منه بكثير. والسبب هو أن الزمن يمضي بصورة أبطأ بكثير بالنسبة إلى الشخص الذي يسافر بسرعات تقارب سرعة الضوء. والشيء نفسه ينطبق على أب يسافر في صاروخ بالفضاء سرعته تقارب 99% من سرعة الضوء، وابنه موجود على الأرض. "إذا كان عمر الأب سبعة وعشرون عاماً عندما انطلق، وعمر ابنه ثلاث سنوات، فعندما يعود الأب إلى الأرض بعد ثلاثين عاماً (بتوقيت الأرض) فسيكون عمر الابن ثلاثاً وثلاثين عاماً، بينما يكون عمر أبيه ثلاثين عاماً فقط(27)".
.
إن نسبية الزمن هذه ليست بسبب إبطاء أو تسريع الساعات أو إبطاء النابض الميكانيكي. إنها بالأحرى نتيجة اختلاف عملية المدد في النظام الكلي لوجود المادة، وهذا أمر عميق يصل إلى الأجزاء الصغيرة للذرة. في مثل هذا الإطار حيث يختصر الزمن، فإن ضربات قلب الإنسان ومطابقة الخلايا وعمل الدماغ الخ، كلها تعمل ببطء، ومع ذلك فإن الشخص يستمر في حياته اليومية ولا يلاحظ اختصار الزمن إطلاقاً.
.
وهذه الحقائق التي كشفت عنها النظرية النسبية قد أثبتت مرات قليلة من قبل علماء مختلفين. ويقول إيزاك أسيموف في كتابه "اكتشافات" أيضاً أنه مضى 84 عاماً على نشر نظرية إينشتاين النسبية، وفي كل مرة تختبر فيها النظرية وتبين أن إينشتاين على حق مرة أخرى(28).
النسبية في القرآن
النتيجة التي وصلنا إليها من خلال الاكتشافات العلمية الحديثة هي أن الزمن ليس حقيقة مطلقة كما يفترضها الماديون بل هو إدراك نسبي. والأمر الأكثر إثارة هو أن هذه الحقيقة التي لم يكتشفها العلم إلا في القرن العشرين قد كشف عنها القرآن الكريم للبشرية قبل أربعة عشر قرناً. وهناك مراجع مختلفة في القرآن حول نسبية الزمن.
.
يمكن أن ترى في العديد من الآيات القرآنية الحقيقة المثبتة علمياً بأن الزمن هو إدراك نفسي يعتمد على الأحداث والمكان والظروف. فحياة الإنسان مثلاً كلها عبارة عن زمن قصير جداً كما يبين لنا القرآن الكريم:
.
يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلا قَلِيلاً [سورة الإسراء: 52].
وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلا سَاعَةً مِنْ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ
[سورة يونس: 45].
.
وتشير بعض الآيات إلى أن الناس يدركون الزمن بصورة مختلفة، كما يدرك الناس أحياناً فترة قصيرة جداً على أنها فترة طويلة جداً. والنقاش التالي بين مجموعة من الناس خلال حسابهم في اليوم الآخر مثال جيد على ذلك:
.
قُلْ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأرْضِ عَدَدَ سِنِينَ، قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَسْئَلِ الْعَادِّينَ، قَالَ إنْ لَبِثْتُمْ إِلا قَلِيلاً لَوْ أَنَّكُمْ تَعْلَمُونَ [سورة المؤمنون: 112- 114].
.
ويبين الله في آيات أخرى أن الوقت يمكن أن يمضي بسرعات مختلفة في أماكن مختلفة:
تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ
[سورة المعارج: 4].
يُدَبِّرُ الأمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَان مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ [سورة السجدة: 5].
.
إن هذه الآيات هي تعبير واضح عن نسبية الزمن. وأن هذا الاكتشاف الذي فهمه العلماء مؤخراً في القرن العشرين، قد وصل أعلن عنه القرآن الكريم قبل 1400 عام، وهو دليل على أن القرآن هو وحي من عند الله، الذي يحيط بكل زمان ومكان.
.
وهناك آيات كثيرة في القرآن تبين أن الزمن مجرد إدراك. وهذا واضح بصورة خاصة في القصص. فمثلاً أبقى الله أهل الكهف، وهم مجموعة من المؤمنين ذكرهم القرآن، في نوم عميق، أكثر من ثلاثة قرون. وعندما استيقظوا ظن هؤلاء بأنهم ظلوا في هذه الحالة مدة قصيرة ولم يدركوا أنهم ناموا طويلاً:
.
فَضَرَبْنَا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً، ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً [سورة الكهف: 11ـ 12].
وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لبثنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ [سورة الكهف: 19].
وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ [سورة الحج: 47].
إن الحالة الموصوفة في الآية التالية هي أيضاً دليل على أن الزمن هو في الحقيقة إدراك نفسي .
الله تعالى هو الذي خلق الزمن، لكنه غير مقيد به. إلا أن الإنسان من جهة أخرى، محدود بالزمن، الذي يقدره الله. وكما جاء في الآية فالإنسان غير قادر حتى على معرفة كم من الوقت نام. وإذا كان الأمر كذلك فالتأكيد على أن الزمن مطلق (كما يفعل الماديون) أمر غير منطقي أبداً.
المراجع :
23. François Jacob, Le Jeu des Possibles, University of Washington Press, 1982, p. 111
24. Lincoln Barnett, The Universe and Dr. Einstein, William Sloane Associate, New York, 1948, p. 52-53
25. Lincoln Barnett, The Universe and Dr. Einstein, William Sloane Associate, New York, 1948, p. 17
26. Lincoln Barnett, The Universe and Dr. Einstein, William Sloane Associate, New York, 1948, p. 58
27. Paul Strathern, The Big Idea:Einstein and Relativity, Arrow Books, 1997, p. 57
28. Isaac Asimov, "Frontiers"
29. Lincoln Barnett, The Universe and Dr. Einstein, William Sloane Associate, New York, 1948, p. 84
تعاليق
لا يوجد حالياً أي تعليق
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى