08082011
الكون هو بالفعل مسرح للتوازن
العظيم في كل شيء .. و أن كل شيء قد قدر فيه تقدير ا دقيق ا .
لو كانت الكرة الأرضية أصغر حجم ا مما هي لضغطت جاذبيتها و لأفلت
الهواء من جوها و تبعثر في الفضاء و لتبخر الماء و تبدد و لأصبحت جرداء
مثل القمر لا ماء و لا هواء و لا جو و لاستحالت الحياة .
و لو كانت أكبر حجم ا مما هي لازدادت قوتها الجاذبة و لأصبحت الحركة
على سطحها أكثر مشقة و لازداد وزن كل منا أضعاف ا و لأصبح جسده عبث ا
ثقي لا لا يمكن حمله .
و لو أنها دارت حول نفسها بسرعة أقل كسرعة القمر مث لا لاستطال النهار
إلى 14 يوم ا و الليل إلى 14 ليلة و لتقلب الجو من حر مهلك بطول
أسبوعين إلى صقيع قاتل بطول أسبوعين و لأصبحت الحياة مستحيلة .
و بالمثل لو أن الأرض اقتربت في فلكها من الشمس مثل حال الزهرة
لأهلكتنا الحرارة .. و لو أنها ابتعدت في مدارها مثل زحل و المشتري
لأهلكنا البرد .
و أكثر من هذا فنحن نعلم أنها تدور بزاوية ميل قدرها 33 درجة الأمر الذي
تنشأ عنه المواسم و تنتج عنه صلاحية أكثر مناطق الأرض للزراعة و
السكن .
و لو كانت قشرة الأرض أكثر سمك ا لامتصت الأكسجين , و لما وجدنا
حاجتنا من هذا الغاز الثمين.
و لو كانت البحار أعمق لامتصت المياه الزائدة ثاني أكسيد الكربون و لما
وجد النبات كفايته ليعيش و يتنفس .
و لو كان الغلاف الهوائي أقل كثافة لأحرقتنا النيازك و الشهب المتساقطة
بد لا من أن تستهلك هذه الشهب و تتفتت في أثناء اختراقها للغلاف
الهوائي الكثيف كما يحدث حالي ا .
و لو زادت نسبة الأكسجين عما هي عليه حال ي ا في الجو لازدادت القابلية
للاحتراق و لتحولت الحرائق البسيطة إلى انفجارات هائلة .
و لو انخفضت لاستحال نشاطنا إلى خمول .
و لولا أن الثلج أقل كثافة من الماء لما طفا على السطح و لما حفظ أعماق
البحار دافئة و صالحة لحياة الأسماك و الأحياء البحرية .
و لولا مظلة الأوزون المنصوبة في الفضاء فوق الأرض و التي تمنع وصول
الأشعة فوق البنفسجية إلى الأرض إلا بنسب ضئيلة .. لأهلكتنا هذه
الأشعة القاتلة .
فإذا جئنا إلى تشريح الإنسان نفسه فسوف نرى المعجز و الملغز من أمر
هذا التوازن الدقيق المحسوب .. فكل عنصر له في الدم نسبة و مقدار ..
الصوديوم .. البوتاسيوم .. الكالسيوم .. السكر .. الكوليسترول .. البولينا .
و أي اختلال في هذه النسب و لو بمقادير ضئيلة يكون معناه المرض .. فإذا
تفاقم الاختلال فهو العجز و الموت .
و الجسم مسلح بوسائل آلية تعمل في تلقائية على حفظ هذا التوازن
طوال الحياة .
بل إن قلوية الدم لها ضوابط لحفظها .
و حموضة البول لها ضوابط لحفظها .
و درجة الحرارة المكيفة دائم ا عند 37 مئوية من ورائها عمليات فسيولوجية
و كيميائية ثابتة متزنة عن هذا المستوى .
و كذلك ضغط الدم .
و توتر العضلات .
و نبض القلب .
و نظام الامتصاص و الإخراج .
و نظام الاحتراق الكيميائي في فرن الكبد .
ثم الاتزان العصبي بين عوامل التهدئة و الإثارة .
ثم عملية التنظيم التي تقوم بها الهرمونات و الإنزيمات بين التعجيل و
الإبطاء للعمليات الكيميائية و الحيوية .
معجزة فنية من معجزات التوازن و الاتساق و الهارموني يعرفها كل طبيب و
كل دارس للفسيولوجيا و التشريح و الكيمياء العضوية .
و لن تنتهي الأمثلة في علم النبات و الحيوان و الطب و الفلك , مجلدات و
مجلدات .و كل صفحة سوف تؤيد و تؤكد هذا التوازن المحكم و الانضباط
العظيم في عالم الخلق و المخلوقات .
و القول بأن كل هذا الاتساق و النظام حدث صدفة و اتفاق ا هو السذاجة
بعينها . كقولنا إن انفجار ا في مطبعة أدى إلى أن تصطف الحروف على
هيئة قاموس محكم .
و الكيميائي المغرور الذي قال . آتوني بالهواء و الماء و الطين و ظروف
نشأة الحياة الأولى و أنا أصنع لكم إنسان ا . هذا الكيميائي قد قرر احتجاجه
سلف ا لكل العناصر و الظروف و هو اعتراف بالعجز عن تقليد صنعة الخالق
الذي خلق كل شيء و خلق ظروفه أيض ا .
و لو أنا آتيناه بكل هذه العناصر و كل تلك الظروف . و لو أنه فرض ا و جد لا
استطاع أن يخلق إنسان ا ... فإنه لن يقول .. صنعته الصدفة ... بل إنه
سوف يقول .. صنعته أنا .
و الكلام عن القرد الذي يجلس على آلة كاتبة لمدى اللانهاية من الزمان
ليدق لانهاية من الإمكانيات .
وكيف أنه لا بد يوم ا ما أن يدق بالصدقة بيت ا لشكسبير أو جملة مفيدة .هو
كلام مردود عليه .
فسوف نسلم جد لا وفرض ا بأن هذا حدث في الطبيعة وبأنه حدث صدفة
واتفاق ا وبعد ملايين الملايين من التبادل والتوافيق بين العناصر ...تكونت
الذي DNA بالصدفة في مياه المستنقعات كمية من الحامض النووي
يستطيع أن يكرر نفسه .
لكن ...كيف تطورت هذه الكمية من الحامض العضوي إلى الحياة التي نراها
؟
سوف نعود فنقول بالصدفة أمكن تشكيل البروتوبلازم .
ثم بصدفة أخرى تشكلت الخلية
ثم بصدفة ثالثة تشعبت إلى نوعين خلية نباتية وخلية حيوانية .
ثم نتسلق شجرة الحياة درجة درجة ومعنا هذا المفتاح السحري .
كلما أعيتنا الحيلة في فهم شيء قلنا إنه حدث صدفة .
هل هذا معقول .
بالصدفة تستدل الطيور والأسماك المهاجرة على أوطانها على بعد آلاف
الأميال وعبر الصحارى والبحار .
بالصدفة يكسر الكتكوت البيضة عند أضعف نقطة فيها ليخرج .
بالصدفة تلتئم الجروح وتخيط شفراتها بنفسها بدون جراح .
بالصدفة يدرك عباد الشمس أن الشمس هي مصدر حياته فيتبعها .
بالصدفة تصنع أشجار الصحارى لنفسها بذور ا مجنحة لتطير عبر الصحارى
إلى حيث ظروف إنبات ورى وأمطار أحسن .
بالصدقة اكتشف النبات قنبلته الخضراء ( الكلوروفيل) واستخدامها في
توليد طاقة حياته .
بالصداقة صنعت البعوضة لبيضها أكياس ا للطفو(بدون معونة أرشميدس) .
والنحلة التي أقامت مجتمع ا ونظام ا ومارست العمارة وفنون الكيمياء
المعقدة التي تحول بها الرحيق إلى عسل وشمع .
وحشرة وطبقت في مجتمعها نظام ا صارم ا للطبقات .
والحشرات الملونة التي اكتشفت أصول وفن مكياج التنكر والتخفي .
هل كل هذا جاء صدفة .
وإذا سلمنا بصدفة واحدة في البداية .فكيف يقبل العقل سلسلة متلافة
من المصادفات والخبطات العشوائية .
إنها السذاجة بعينها التي لا تحدث إلا في الأفلام الهزلية الرخيصة .
و قد وجد الفكر المادي نفسه في مأزق أمام هذه السذاجة فبدأ يحاول
التخلص من كلمة صدفة ليفترض فرض ا آخر ا .. فقال إن كل هذه الحياة
المذهلة بألوانها و تصانيفها بدأت من حالة ضرورة .. مثل الضرورة التي
تدفعك إلى الطعام ساعة الجوع . ثم بتعقد الظروف و البيئات و الحاجات
فنشأت كل هذه الألوان .
و هو مجرد لعب بالألفاظ .
فمكان الصدفة وضعوا كلمة ((تعقد الضرورة)) .
و هي في نظرهم تتعقد تلقائ ي ا .. و تنمو من نغمة واحدة إلى سمفونية
تلقائي ا .
كيف ؟
كيف ينمو الحدث الواحد إلى قصة محبوكة بدون عقل مؤلف ؟
و من الذي أقام الضرورة أصلا ؟
و كيف تقوم الضرورة من لا ضرورة ؟
إنها استمالة العقل الخبيث المكابر ليتجنب صوت الفطرة الذي يفرض نفسه فرضا ليقول إن هناك خالقا مدبرا هو اليد الهادية و عصا المايسترو
التي تقود هذه المعزوفة الجميلة الرائعة .
هذا التوازن العظيم و الاتساق المذهل و التوافق و التلاحم و الانسجام
الذي يتألف من ملايين الدقائق و التفاصيل يصرخ بأن هناك مبدع ا لهذه
البدائع و أنه إله قادر جامع لكل الكمالات قريب من مخلوقاته قرب دمها من أجسادها .. معتني بها عناية الأب الحنون مستجيبا لحاجاتها سميعا لآهاتها بصير ا بحالاتها .. و انه الله الذي وصفته لنا الأديان بأسمائه الحسنى و لا سواه .. و ليس القانون الأصم الذي تقول به العلوم المادية
البكماء .. و لا إله أرسطو المنعزلين .. و لا إله أفلاطون القابع في عالم
المثل .. و لا هو الوجود المادي بكليته كما تصور إسبينواز و أتباع الوجود .
و إنما هو ك
الأحد .
الذي ليس كمثله شيء .
المتعالي على كل ما نعرف من حالات و صور و أشكال و زمان و مكان .
ظاهر بأفعاله خفي بذاته .. لا تراه الأبصار و يرى كل الأبصار .. بل إن كل
الأبصار ترى به و بنوره و بما أودع فيها من قدرة
و العقل العلمي لا يعترف بهذه الكلمات و يريد أن يرى الله ليعترف
به .. فإذا قلنا له إن الله ليس محدودا ليقع في مدى الأبصار .. و إنه اللانهاية و إنه الغيب .
يقول لنا العلم . إنه لهذا لا يعترف به . و إنه ليس من العلم الإيمان بالغيب
و إن مجال العلم هو المحسوس , يبدأ من المحسوس و ينتهي إلى
المحسوس .
فنقول للعلم .. كذبت .
إن نصف العلم الآن أصبح غيبا .
العلم يلاحظ و يدون الملاحظات .. يلاحظ أن صعود الجبل أشق من النزول
منه .. و إن رفع حجر على الظهر أصعب من رفع عص ا .. و أن الطير إذا مات
وقع على الأرض . و أن التفاحة تقع هي الأخرى من شجرتها على الأرض
.. و أن القمر يدور معلق ا في السماء .
و هي ملاحظات لا تبدو بينها علقة .
و لكن حينما يكتشف نيوتن الجاذبية ترتبط كل هذه الملاحظات لتصبح
شواهد دالة على هذه الجاذبية .. وقوع التفاحة من شجرتها وصعوبة
تسلق الجبل و صعوبة رفع الحجر .. و تعلق القمر بالسماء .
إنها نظرية فسرت لنا الواقع .
و مع ذلك فهذه الجاذبية غيب لا أحد يعرف كنهها .. لم ير أحد الأعمدة
التي ترفع السماوات بما فيها من نجوم و كواكب .
و نيوتن نفسه و هو صاحب النظرية يقول في خطاب إلى صديقه بنتلى :
إنه لأمر غير مفهوم أن نجد مادة لا حياة فيها و لا إحساس تؤثر على مادة
أخرى و تجذبها مع أنه لا توجد بينهم أي علاقة .
فها هي ذي نظرية علمية نتداولها و نؤمن بها و نعتبرها علم ا .. و هي
غيب في غيب .
و الإلكترون .
و الموجة الكلاسيكية .
و الذرة
و النترون .
لم نر منها شيئا و مع ذلك نؤمن بوجودها اكتفاء بآثارها . و نقيم عليها
علوما متخصصة و نبني لها المعامل و المختبرات .. و هي غيب في غيب
.. بالنسبة لحواسنا .
و العلم لم يعرف ماهية أي شيء على الإطلاق .
و نحن لا نعرف إلا أسماء . لا نعرف إلا مسميات .. نحن لا نتبادل
مصطلحات دون أن نعرف لها كنها .
و هذه هي حدود العلم .
و غاية مطمع العلم أن يتعرف على العلاقات و المقادير . و لكنه لا يستطيع
أن يرى جوهر أي شيء أو ماهيته أو كنهه . هو دائم ا يتعرف على الأشياء
من ظواهرها و يتحسسها من خارجها .
و مع ذلك فهو يحتضن بنظرياته كل الماهيات و يفترض الفروض و يتصور
مسائل هي بالنسبة لأدواته محض غيب و تخمين .
نحن في عصر العلم الغيبي .. والضرب في متاهات الفروض .
و ليس للعلم الآن أن يحتج على الغيبيات بعد أن غرق إلى أذنيه في
الغيبيات .
و أولى بنا أن نؤمن بعالم الغيب . خالقنا البر الكريم . الذي نرى آثاره في
كل لمحة عين و كل نبضة قلب و كل سبحة تأمل .
هذا أمر أولى بنا من الغرق في الفروض .
===
وعلى الرغم من أن علم الحفريات أثبت وجود كائنات حية مُعقدة نشأت مع الخلية الاولي في عصر الكامبري مما ينسف فكرة التطور من جذورها .. وعلى الرغم من ان علم الكيمـاء يقول باستحالة نشأة الخلية الاولى على الأرض ** على الرغم من كل ذلك إلا انه يبقى السؤال المُحير .... مَن الذي نفخ الحياة في هذه الكائنات ؟؟ هذا هو اللغز .. هُنا رأس الزاوية ...
دارون نفسه اضطر للإعتراف بأن نافخ الحياة هو الله
There is grandeur in this view of life, with its several powers, having been originallybreathed by the Creator into a few forms or into one
نفخ الحيــاة في الكائنـات الحية لُغز كبير
==
للمزيد :
المنطق والغرض من الحياة ، وسر الحياة والموت!
سلسلة المعجزات
المنطق ووجود الخالق
نشأة العالم – مصادفة أو قصد ؟
كيف ظهر ثم تطور النظام الذي يصلح الأخطاء في الدي إن إي؟
السلوك الواعي لدى الخلية
التوازن الدقيق في الأرض يدحض الصدفة
هل للطبيعة دور في خلق الكون ؟
البحوث في مجال المادة الوراثية تهدم خدعة الخلية الأولى التي تشكلت عن طريق الصدفة
نظرات في الطبيعة والكون
العظيم في كل شيء .. و أن كل شيء قد قدر فيه تقدير ا دقيق ا .
لو كانت الكرة الأرضية أصغر حجم ا مما هي لضغطت جاذبيتها و لأفلت
الهواء من جوها و تبعثر في الفضاء و لتبخر الماء و تبدد و لأصبحت جرداء
مثل القمر لا ماء و لا هواء و لا جو و لاستحالت الحياة .
و لو كانت أكبر حجم ا مما هي لازدادت قوتها الجاذبة و لأصبحت الحركة
على سطحها أكثر مشقة و لازداد وزن كل منا أضعاف ا و لأصبح جسده عبث ا
ثقي لا لا يمكن حمله .
و لو أنها دارت حول نفسها بسرعة أقل كسرعة القمر مث لا لاستطال النهار
إلى 14 يوم ا و الليل إلى 14 ليلة و لتقلب الجو من حر مهلك بطول
أسبوعين إلى صقيع قاتل بطول أسبوعين و لأصبحت الحياة مستحيلة .
و بالمثل لو أن الأرض اقتربت في فلكها من الشمس مثل حال الزهرة
لأهلكتنا الحرارة .. و لو أنها ابتعدت في مدارها مثل زحل و المشتري
لأهلكنا البرد .
و أكثر من هذا فنحن نعلم أنها تدور بزاوية ميل قدرها 33 درجة الأمر الذي
تنشأ عنه المواسم و تنتج عنه صلاحية أكثر مناطق الأرض للزراعة و
السكن .
و لو كانت قشرة الأرض أكثر سمك ا لامتصت الأكسجين , و لما وجدنا
حاجتنا من هذا الغاز الثمين.
و لو كانت البحار أعمق لامتصت المياه الزائدة ثاني أكسيد الكربون و لما
وجد النبات كفايته ليعيش و يتنفس .
و لو كان الغلاف الهوائي أقل كثافة لأحرقتنا النيازك و الشهب المتساقطة
بد لا من أن تستهلك هذه الشهب و تتفتت في أثناء اختراقها للغلاف
الهوائي الكثيف كما يحدث حالي ا .
و لو زادت نسبة الأكسجين عما هي عليه حال ي ا في الجو لازدادت القابلية
للاحتراق و لتحولت الحرائق البسيطة إلى انفجارات هائلة .
و لو انخفضت لاستحال نشاطنا إلى خمول .
و لولا أن الثلج أقل كثافة من الماء لما طفا على السطح و لما حفظ أعماق
البحار دافئة و صالحة لحياة الأسماك و الأحياء البحرية .
و لولا مظلة الأوزون المنصوبة في الفضاء فوق الأرض و التي تمنع وصول
الأشعة فوق البنفسجية إلى الأرض إلا بنسب ضئيلة .. لأهلكتنا هذه
الأشعة القاتلة .
فإذا جئنا إلى تشريح الإنسان نفسه فسوف نرى المعجز و الملغز من أمر
هذا التوازن الدقيق المحسوب .. فكل عنصر له في الدم نسبة و مقدار ..
الصوديوم .. البوتاسيوم .. الكالسيوم .. السكر .. الكوليسترول .. البولينا .
و أي اختلال في هذه النسب و لو بمقادير ضئيلة يكون معناه المرض .. فإذا
تفاقم الاختلال فهو العجز و الموت .
و الجسم مسلح بوسائل آلية تعمل في تلقائية على حفظ هذا التوازن
طوال الحياة .
بل إن قلوية الدم لها ضوابط لحفظها .
و حموضة البول لها ضوابط لحفظها .
و درجة الحرارة المكيفة دائم ا عند 37 مئوية من ورائها عمليات فسيولوجية
و كيميائية ثابتة متزنة عن هذا المستوى .
و كذلك ضغط الدم .
و توتر العضلات .
و نبض القلب .
و نظام الامتصاص و الإخراج .
و نظام الاحتراق الكيميائي في فرن الكبد .
ثم الاتزان العصبي بين عوامل التهدئة و الإثارة .
ثم عملية التنظيم التي تقوم بها الهرمونات و الإنزيمات بين التعجيل و
الإبطاء للعمليات الكيميائية و الحيوية .
معجزة فنية من معجزات التوازن و الاتساق و الهارموني يعرفها كل طبيب و
كل دارس للفسيولوجيا و التشريح و الكيمياء العضوية .
و لن تنتهي الأمثلة في علم النبات و الحيوان و الطب و الفلك , مجلدات و
مجلدات .و كل صفحة سوف تؤيد و تؤكد هذا التوازن المحكم و الانضباط
العظيم في عالم الخلق و المخلوقات .
و القول بأن كل هذا الاتساق و النظام حدث صدفة و اتفاق ا هو السذاجة
بعينها . كقولنا إن انفجار ا في مطبعة أدى إلى أن تصطف الحروف على
هيئة قاموس محكم .
و الكيميائي المغرور الذي قال . آتوني بالهواء و الماء و الطين و ظروف
نشأة الحياة الأولى و أنا أصنع لكم إنسان ا . هذا الكيميائي قد قرر احتجاجه
سلف ا لكل العناصر و الظروف و هو اعتراف بالعجز عن تقليد صنعة الخالق
الذي خلق كل شيء و خلق ظروفه أيض ا .
و لو أنا آتيناه بكل هذه العناصر و كل تلك الظروف . و لو أنه فرض ا و جد لا
استطاع أن يخلق إنسان ا ... فإنه لن يقول .. صنعته الصدفة ... بل إنه
سوف يقول .. صنعته أنا .
و الكلام عن القرد الذي يجلس على آلة كاتبة لمدى اللانهاية من الزمان
ليدق لانهاية من الإمكانيات .
وكيف أنه لا بد يوم ا ما أن يدق بالصدقة بيت ا لشكسبير أو جملة مفيدة .هو
كلام مردود عليه .
فسوف نسلم جد لا وفرض ا بأن هذا حدث في الطبيعة وبأنه حدث صدفة
واتفاق ا وبعد ملايين الملايين من التبادل والتوافيق بين العناصر ...تكونت
الذي DNA بالصدفة في مياه المستنقعات كمية من الحامض النووي
يستطيع أن يكرر نفسه .
لكن ...كيف تطورت هذه الكمية من الحامض العضوي إلى الحياة التي نراها
؟
سوف نعود فنقول بالصدفة أمكن تشكيل البروتوبلازم .
ثم بصدفة أخرى تشكلت الخلية
ثم بصدفة ثالثة تشعبت إلى نوعين خلية نباتية وخلية حيوانية .
ثم نتسلق شجرة الحياة درجة درجة ومعنا هذا المفتاح السحري .
كلما أعيتنا الحيلة في فهم شيء قلنا إنه حدث صدفة .
هل هذا معقول .
بالصدفة تستدل الطيور والأسماك المهاجرة على أوطانها على بعد آلاف
الأميال وعبر الصحارى والبحار .
بالصدفة يكسر الكتكوت البيضة عند أضعف نقطة فيها ليخرج .
بالصدفة تلتئم الجروح وتخيط شفراتها بنفسها بدون جراح .
بالصدفة يدرك عباد الشمس أن الشمس هي مصدر حياته فيتبعها .
بالصدفة تصنع أشجار الصحارى لنفسها بذور ا مجنحة لتطير عبر الصحارى
إلى حيث ظروف إنبات ورى وأمطار أحسن .
بالصدقة اكتشف النبات قنبلته الخضراء ( الكلوروفيل) واستخدامها في
توليد طاقة حياته .
بالصداقة صنعت البعوضة لبيضها أكياس ا للطفو(بدون معونة أرشميدس) .
والنحلة التي أقامت مجتمع ا ونظام ا ومارست العمارة وفنون الكيمياء
المعقدة التي تحول بها الرحيق إلى عسل وشمع .
وحشرة وطبقت في مجتمعها نظام ا صارم ا للطبقات .
والحشرات الملونة التي اكتشفت أصول وفن مكياج التنكر والتخفي .
هل كل هذا جاء صدفة .
وإذا سلمنا بصدفة واحدة في البداية .فكيف يقبل العقل سلسلة متلافة
من المصادفات والخبطات العشوائية .
إنها السذاجة بعينها التي لا تحدث إلا في الأفلام الهزلية الرخيصة .
و قد وجد الفكر المادي نفسه في مأزق أمام هذه السذاجة فبدأ يحاول
التخلص من كلمة صدفة ليفترض فرض ا آخر ا .. فقال إن كل هذه الحياة
المذهلة بألوانها و تصانيفها بدأت من حالة ضرورة .. مثل الضرورة التي
تدفعك إلى الطعام ساعة الجوع . ثم بتعقد الظروف و البيئات و الحاجات
فنشأت كل هذه الألوان .
و هو مجرد لعب بالألفاظ .
فمكان الصدفة وضعوا كلمة ((تعقد الضرورة)) .
و هي في نظرهم تتعقد تلقائ ي ا .. و تنمو من نغمة واحدة إلى سمفونية
تلقائي ا .
كيف ؟
كيف ينمو الحدث الواحد إلى قصة محبوكة بدون عقل مؤلف ؟
و من الذي أقام الضرورة أصلا ؟
و كيف تقوم الضرورة من لا ضرورة ؟
إنها استمالة العقل الخبيث المكابر ليتجنب صوت الفطرة الذي يفرض نفسه فرضا ليقول إن هناك خالقا مدبرا هو اليد الهادية و عصا المايسترو
التي تقود هذه المعزوفة الجميلة الرائعة .
هذا التوازن العظيم و الاتساق المذهل و التوافق و التلاحم و الانسجام
الذي يتألف من ملايين الدقائق و التفاصيل يصرخ بأن هناك مبدع ا لهذه
البدائع و أنه إله قادر جامع لكل الكمالات قريب من مخلوقاته قرب دمها من أجسادها .. معتني بها عناية الأب الحنون مستجيبا لحاجاتها سميعا لآهاتها بصير ا بحالاتها .. و انه الله الذي وصفته لنا الأديان بأسمائه الحسنى و لا سواه .. و ليس القانون الأصم الذي تقول به العلوم المادية
البكماء .. و لا إله أرسطو المنعزلين .. و لا إله أفلاطون القابع في عالم
المثل .. و لا هو الوجود المادي بكليته كما تصور إسبينواز و أتباع الوجود .
و إنما هو ك
الأحد .
الذي ليس كمثله شيء .
المتعالي على كل ما نعرف من حالات و صور و أشكال و زمان و مكان .
ظاهر بأفعاله خفي بذاته .. لا تراه الأبصار و يرى كل الأبصار .. بل إن كل
الأبصار ترى به و بنوره و بما أودع فيها من قدرة
و العقل العلمي لا يعترف بهذه الكلمات و يريد أن يرى الله ليعترف
به .. فإذا قلنا له إن الله ليس محدودا ليقع في مدى الأبصار .. و إنه اللانهاية و إنه الغيب .
يقول لنا العلم . إنه لهذا لا يعترف به . و إنه ليس من العلم الإيمان بالغيب
و إن مجال العلم هو المحسوس , يبدأ من المحسوس و ينتهي إلى
المحسوس .
فنقول للعلم .. كذبت .
إن نصف العلم الآن أصبح غيبا .
العلم يلاحظ و يدون الملاحظات .. يلاحظ أن صعود الجبل أشق من النزول
منه .. و إن رفع حجر على الظهر أصعب من رفع عص ا .. و أن الطير إذا مات
وقع على الأرض . و أن التفاحة تقع هي الأخرى من شجرتها على الأرض
.. و أن القمر يدور معلق ا في السماء .
و هي ملاحظات لا تبدو بينها علقة .
و لكن حينما يكتشف نيوتن الجاذبية ترتبط كل هذه الملاحظات لتصبح
شواهد دالة على هذه الجاذبية .. وقوع التفاحة من شجرتها وصعوبة
تسلق الجبل و صعوبة رفع الحجر .. و تعلق القمر بالسماء .
إنها نظرية فسرت لنا الواقع .
و مع ذلك فهذه الجاذبية غيب لا أحد يعرف كنهها .. لم ير أحد الأعمدة
التي ترفع السماوات بما فيها من نجوم و كواكب .
و نيوتن نفسه و هو صاحب النظرية يقول في خطاب إلى صديقه بنتلى :
إنه لأمر غير مفهوم أن نجد مادة لا حياة فيها و لا إحساس تؤثر على مادة
أخرى و تجذبها مع أنه لا توجد بينهم أي علاقة .
فها هي ذي نظرية علمية نتداولها و نؤمن بها و نعتبرها علم ا .. و هي
غيب في غيب .
و الإلكترون .
و الموجة الكلاسيكية .
و الذرة
و النترون .
لم نر منها شيئا و مع ذلك نؤمن بوجودها اكتفاء بآثارها . و نقيم عليها
علوما متخصصة و نبني لها المعامل و المختبرات .. و هي غيب في غيب
.. بالنسبة لحواسنا .
و العلم لم يعرف ماهية أي شيء على الإطلاق .
و نحن لا نعرف إلا أسماء . لا نعرف إلا مسميات .. نحن لا نتبادل
مصطلحات دون أن نعرف لها كنها .
و هذه هي حدود العلم .
و غاية مطمع العلم أن يتعرف على العلاقات و المقادير . و لكنه لا يستطيع
أن يرى جوهر أي شيء أو ماهيته أو كنهه . هو دائم ا يتعرف على الأشياء
من ظواهرها و يتحسسها من خارجها .
و مع ذلك فهو يحتضن بنظرياته كل الماهيات و يفترض الفروض و يتصور
مسائل هي بالنسبة لأدواته محض غيب و تخمين .
نحن في عصر العلم الغيبي .. والضرب في متاهات الفروض .
و ليس للعلم الآن أن يحتج على الغيبيات بعد أن غرق إلى أذنيه في
الغيبيات .
و أولى بنا أن نؤمن بعالم الغيب . خالقنا البر الكريم . الذي نرى آثاره في
كل لمحة عين و كل نبضة قلب و كل سبحة تأمل .
هذا أمر أولى بنا من الغرق في الفروض .
===
وعلى الرغم من أن علم الحفريات أثبت وجود كائنات حية مُعقدة نشأت مع الخلية الاولي في عصر الكامبري مما ينسف فكرة التطور من جذورها .. وعلى الرغم من ان علم الكيمـاء يقول باستحالة نشأة الخلية الاولى على الأرض ** على الرغم من كل ذلك إلا انه يبقى السؤال المُحير .... مَن الذي نفخ الحياة في هذه الكائنات ؟؟ هذا هو اللغز .. هُنا رأس الزاوية ...
دارون نفسه اضطر للإعتراف بأن نافخ الحياة هو الله
There is grandeur in this view of life, with its several powers, having been originallybreathed by the Creator into a few forms or into one
نفخ الحيــاة في الكائنـات الحية لُغز كبير
==
للمزيد :
المنطق والغرض من الحياة ، وسر الحياة والموت!
سلسلة المعجزات
المنطق ووجود الخالق
نشأة العالم – مصادفة أو قصد ؟
كيف ظهر ثم تطور النظام الذي يصلح الأخطاء في الدي إن إي؟
السلوك الواعي لدى الخلية
التوازن الدقيق في الأرض يدحض الصدفة
هل للطبيعة دور في خلق الكون ؟
البحوث في مجال المادة الوراثية تهدم خدعة الخلية الأولى التي تشكلت عن طريق الصدفة
نظرات في الطبيعة والكون
تعاليق
رد: التوازن العظيم في الكون دليل على وجود الإله الحكيم
الأحد أغسطس 14, 2011 11:41 pm[я][y][α][и][α]معاك-مرتاح
شكرا لك على الموضوع
الخميس أغسطس 18, 2011 11:06 pm
اشكرك على ماتقدم من مواضيع رائعة وهادفة
الجمعة أغسطس 19, 2011 4:47 am
العفو
الجمعة سبتمبر 09, 2011 4:33 pm
بضع اكتشافات فقط من ملايين هذه التوازنات الدقيقة كافية لتُرينا أن هذا العالم قد صُمم خِصيصًا لنا.
واحد من أهم هذه التوازنات في كوكبنا هو هذا الغلاف الجوي الذي يحيط بنا. الغلاف الجوي للأرض والذي يحافظ على أنسب الغازات بأنسب النِسب التي ليست اللازمة لبقاء البشر فحسب، بل لكل الكائنات الحية على الأرض.
إن نسبة 77% من النيتروجين و 21% من الأوكسجين و 1% من ثاني أُكسيد الكربون بالإضافة إلى باقي الغازات الموجودة في الغلاف الجوي تمثل الأرقام المُثلى اللازمة لبقاء الكائنات الحية. الأوكسجين، هو الغاز الفعّال بالنسبة للكائنات الحية، الذي يساعد طعامنا لينضج ثم ليتحول إلى طاقة في داخل أجسادنا. إذا ازدادت كمية الأوكسجين في الغلاف الجوي عن 21% ، تبدأ الخلايا في أجسادنا في التلف بسرعة أكبر.، كما أن جزيئات الهيدروكربون اللازمة للحياة سوف تتدمر. أما إذا نقصت هذه الكمية فسنشعر بصعوبة في التنفس، سوف يتسبب ذلك بصعوبة في تنفسنا، كما لن يتحول الطعام الذي نأكله لن يتحول إلى طاقة. إذًا، نسبة 21% من الأوكسجين في الغلاف الجوي هي الكمية الأكثر تناسبًا للحياة.
لا يتوقف الأمر على الأوكسجين فقط، فالغازات الأخرى مثل النيتروجين وثاني أكسيد الكربون أيضًا قد أُعِدا بكميات مثالية لاحتياجات الكائنات الحية ولاستمرار الحياة. كمية النيتروجين في الغلاف الجوي هي النسبة المثالية لتوازن آثار حرق الأوكسجين مع أضراره. هذه النسبة تُمثل القيمة اللازمة والأنسب للتركيب لعملية البناء الضوئي، التي تُعتبر جوهر طاقة الحياة على الأرض. بالإضافة لذلك، كمية ثاني أكسيد الكربون هي القيمة الأنسب اللازمة للحفاظ على استقرار حرارة سطح الأرض ولتعيق خسارة الحرارة وخصوصًا في الليل. هذا الغاز يُؤلف 1% من الغلاف الجوي، ويغطي الأرض كلحاف أو كدرع يقي من خسارة الحرارة في الفضاء. إذا ازدادت هذه الكمية، ستزداد درجة حرارة الأرض بشكل مفرط، وهو ما قد يؤدي لتقلب مناخي والتالي إلى تهديدات خطيرة ضدّ الكائنات الحية.
يظل هذا التناسب ثابتًا بفضل النظم الكاملة. فالنبات الذي يغطي الأرض يحوِّل ثاني أكسيد الكربون إلى أكسجين، منتجًا 190 مليون طن كل يوم. وكذلك التناسب بالنسبة لباقي الغازات التي تبقى ثابتة في الأرض بمساعدة ترابط الأنظمة المعقدة. إذًا الحياة مدعّمة. بالإضافة إلى ثبات النسب المثالية من امتزاج الغازات اللازمة للحياة، فإن الآلية اللازمة للحفظ والحماية قد خلقت معه وأي توقف في هذا التوازن ولو للحظة أو أي اختلاف في النسب ولو لمدة قصيرة سيؤدي إلى دمار كبير في الحياة. كما أن تشكيل هذه الغازات هي تمامًا الكمية التي نحتاج، والحماية الدائمة لهذه النسب تشير إلى إبداع الخلق.
وفي نفس الوقت، حجم الأرض هو الحجم المثالي من حيت الكتلة لتتمسك بغلافها الجوي. إذا نقصت هذه الكتلة قليلاً ، ستكون قوة الجاذبية غير كافية وسيتبدد الغلاف الجوي الفضاء. أما إذا ازدادت كتلتها قليلاً، فإن قوة الجاذبية ستزداد بشكل كبير وستتشرب الأرض كل الغازات الموجودة في الغلاف الجوي. هناك عدد كبير لا يصدق من الشروط اللازمة لتشكيل الغلاف الجوي كما هو موجود في عالمنا الحاضر وكل هذه الشروط يجب أن توجد معًا لكي نكون قادرين على أن نتحدث عن الحياة.
ولقد ذُكِرَ خلق هذا التناسب الدقيق وهذا التوازن في السماء في الآية السابعة من سورة الرحمن في القرآن الكريم قال الله تعالى: {وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ
يقضي معظم الناس حياتهم غير مبالين بالتوازن الدقيق والانضباط البارع في المكونات الغازية للغلاف الجوي أو المسافة بين الأرض والشمس أو حتى حركة الكواكب. إنهم يجهلون عظمة المعنى لهذه التوازنات والتوافُقات في حياتهم. بينما أن أي خلل مهما يكن صغيرًا في أي من هذه التنظيمات سيتسبب بمشاكل قاسية فيما يتعلق بوجود وبقاء الجنس البشري.
هناك كثير من التوازنات الأخرى التي وجدت على الأرض لأجل المجتمعات الحية. على سبيل المثال، إذا أصبحت الجاذبية أقوى من القيمة الحالية، سيحتفظ الغلاف الجوي بكثير من غاز الأمونيا وغاز الميتان السامين، وهو ما يعني نهاية الحياة. أما إذا أصبحت أضعف، فإن الغلاف الجوي للأرض سيخسر الكثير من الماء، والحياة على الأرض ستصبح مستحيلة. كما أن سُمك القشرة الأرضية يحوي نوع آخر من التوازن الدقيق في الأرض. فلو كانت القشرة الأرضية أسمك، لانتقل الكثير من الأوكسجين من الغلاف الجوي إلى القشرة الأرضية وهو ما كان سيسبب إلى تأثيرات خطيرة على الحياة البشرية.
أما إذا تحقق العكس وكانت القشرة الأرضية أرقّ، لكانت البراكين قد نشطت وعندئذٍ سيكون من الصعب أن توجد حياة. وأيضاً، التوازن في طبقة الأوزون في الغلاف الجوي هو أمر حاسم في حياة البشر، لأنه إذا كانت أقل سمكًا مما هي عليه حاليًا، لأصبحت حرارة سطح الكرة الأرضية ستكون مخفضة منخفضة جدًا. أما إذا كانت أرقّ بقليل فإن حرارة سطح الأرض ستكون مرتفعة جدًا، وسينفذ الكثير من الأشعة فوق البنفسجية.
في الحقيقة، إن فقدان حتى واحد فقط من هذه التوازنات سيضع نهاية للحياة على الأرض. ومن ناحية أخرى، لقد خلق اللهُ الكون بحكمته وقوته المطلقة، وصمم الأرض خصيصًا للحياة البشرية. ومع ذلك فإن معظم الناس يستخفـّون بهذه الحقائق ويمضون معظم حياتهم جاهلين بهذه الوقائع. في القرآن الكريم ذكـّر الله الناسَ بنعمتهِ وفضله في الآية 13 من سورة فاطر: {يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ }
وبنظرة سريعة لملايين الكواكب الميتة في الفضاء سيظهر أن التوازن الدقيق الضروري للحياة ليس نتيجة لشروط عشوائية. فهذه الشروط اللازمة للحياة معقدة جدًا و لا يمكن أن تتكون من تلقاء نفسها أو عن طريق الصدفة، وهذه الشروط خاصة للحياة فقط. إن هذه التوازنات التي قد وصفناها بإيجاز حتى الآن ما هي إلا غيض من فيض ملايين التوازنات المترابطة والمعقدة، وبوجودها استطاع الناس الحياة في أمن وطمأنينة على الأرض.
إن إظهار جزء فقط من التوازن والتناغم على الأرض يكفي للاستدلال على عظمة الله الذي بيده كل خلق كل شئ حتى أدّق تفصيل في الكون، وبدون شك إن من المستحيل لأي شخص أو أي كائن حي أخر آخر أن يبني مثل هذا التوازن الهائل، ولا حتى جزء صغير منه كالذرة أو العناصر أو الجزيئات أو الغازات التي تحتاج إلى إنشاء ترتيب يعتمد على حسابات ومعايير معقدة إلى أبعد الحدود، مثل جودة المخلوقات الموجودة. ذلك لأن الأعمال كالتخطيط والتنسيق والتدبير والحساب يمكن أن تحَقق فقط بالكائنات التي تملك الحكمة والمعرفة والقدرة. لكن من رتب وخطط ونظم الكون بأسره ليناسب الحياة البشرية على كوكب مثل الأرض ومن دعّم الحياة باتزان وتناسب دقيق تلقائي هو الله من له الحكمة والعلم والقوة اللانهائية الذي يخبرنا في القرآن أن من له عقل هو من يستطيع أن يدرك هذه الحقائق، قال تعالى: إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب * الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار}
الأرض كوكب يعج بالحياة ويحويالكثير من الأنظمة المعقدة التي تعمل مع بعضها البعض بشكل متكامل وبدون أي توقف. وعندمانقارن الأرض بالكواكب الأخرى، يتضح من النظرة الأولى أن الأرض تتميز بتصميم خاصلحياة البشر، فقد بنيت بتوازن دقيق بحيث تغلب الحياة على كل بقعة من بقاعها، من أعالي الغلاف الجوي حتى أعماق الأرض.
الأربعاء فبراير 01, 2012 2:58 am
حقا كيف يمكن ان ينشأ هذا التوازن وهذا الكون دون ان يكون هناك منشئ عاقل له .
شكرا لك
شكرا لك
السبت مارس 10, 2012 11:35 pm
وكيف ينشأ لدى كائن قدرة على التمييز والإدراك دون وجود خالق عظيم له ؟ لأن الصانع المتحكم يجب ان يكون دائما ارقى من المصنوع ، فكيف بخالق خضعت له قوانين الكون كلها .
لا شكر على واجب اختي ريانة
لا شكر على واجب اختي ريانة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى