26102010
يقول الشيخ صالح المغماسي : سافرت أنا والأولاد إلى مدينة الطائف ومررنا بأحد المنتزهات فطلب مني أولادي الركوب بالتلفريك ، فأجبتهم عند طلبهم وركبنا هذه الآلة ، وبينما نحن نسير محلقين في الجو رفعت يدي وكبرت وصليت ركعتين نافلة ولم أنتهي من الصلاة حتى وصلنا إلى الأرض وحينها سلمت من صلاتي
ثم يعلق قائلا : إنني ذكرت هذا الموقف لا لأدل على نفسي وأثني عليها ولكن لو قدر أن سقطت هذه الآلة ماذا سيقول الناس؟؟
إنهم ببساطة سيقولون الشيخ صالح مات بحادث التلفريك انظروا كيف يموت العلماء على اللهو والعبث ولن يقول الناس مات وهو يصلي ركعتين !!..
هكذا نحكم على الأشخاص ونتسرع بإلصاق التهم عليهم كم من إنسان مات في حادث وظن الناس أنه مات على السوء وهو قد مات على الحق
نعم كم هي الحوادث التي نشاهدها في حياتنا لأناس ماتوا من جراء حوادث السيارات مثلا ووجد داخل سياراتهم أشرطة صاخبة من أغاني أو ألبوم صور خليعة ونحوها فيتسرع المتشائمون ليحكموا على هولاء بالنار والخاتمة السيئة ، ماذا لو نطق أحدهم بالشهادة بينه وبين الله فمات على خاتمة حسنة ؟؟
أرأيتم إلى الحجاج بن يوسف الثقفي قتل العلماء وظلم العباد وطغى وتجبر ولكن التأريخ أنصفه حقه ومن ذلك ماروي عن عمر بن عبدالعزيز أنه قال : ماحسدت الحجاج عدو الله على شيء حسدي إياه على حبه للقرآن وإعطائه أهله ، وقوله حين حضرته الوفاء : الهم اغفر لي فإن الناس يزعمون أنك لا تفعل ، وقال الأصمعي : لما حضرت الحجاج الوفاة أنشأ يقول :
يارب قد حلف الأعداء واجتهدو بأنني رجل من ساكني النار
أيحلفون على عمياء ويحهم ما علمهم بعظيم العفو غفار
قال فأخبر بذلك الحسن فقال : تالله إن نجا ففيهما.
وهذا صدام حسين في عصرنا سفك دماء الرافضة وظلم بعض أهل السنة وأفسد حياة شعبه ولما قبض عليه من قبل الأمريكان وأودع في السجن كان متفائلا رغم تاريخه الآثم ولكنه مع ذلك في السجن يطعم الطيور فتات الخبز ، ويمزح مع حراس السجن ولما جيء به مكبل بالسلاسل للمشنقة كان حقا قوة فاعلة صفعا داوية للمتشائمين وللأمة الغائبة فأعلن أمام الملأ
شهادة التوحيد (( أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله )) فكررها ثلاثا وفاضت روحه إلى باريها وأفضى ما قدم إن أمره وأمر العالم كلهم عند الله عز وجل ، لكن المتشائمون لم ترضيهم شهادة التوحيد فاحكموا عليه في النار لأنهم سودوا الدنيا على أنفسهم وهرصتهم أعاصير القنوط واليأس فكانوا كذلك !!..
ما أوسع رحمة الله الذي قال (( ورحمتي وسعت كل شيء )) [الأعراف 156] وماأضيق العيش عند هؤلاء المتشائمون الذين حجروا واسعا !
سئل فضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين رحمه الله عن قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلى ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها )) [رواه البخاري ] وهل يعارض هذا الحديث قوله تعالى
(( إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا )) [ الكهف 30] ؟؟
الجواب : هذا الحديث حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه يخبر فيه النبي صلى الله عليه وسلم أن الرجل يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، لقرب أجله وموته ثم يسبق عليه الكتاب الأول الذي كتب أنه من أهل النار فيعمل بعمل أهل النار والعياذ بالله فيدخلها ، وهذا فيما يبدوا ويظهر كما جاء في الحديث الصحيح : (( إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس
وهو من أهل النار )) ، نسأل الله العافية مثل من يقوم بالصلاة أمام الناس ويكون ظاهره ملتزما وفي المنزل في الخفاء يقوم بزنا المحارم مثلا والعياذ بالله ، وكذلك الأمر بالنسبة للثاني يعمل الإنسان بعمل أهل النار كشرب الخمر والكذب وترك الصلاة فيمن الله عليه بالتوبة والرجوع إلى الله عند قرب أجله فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها . ولا نعني بذلك انه بدون اختياره بل انه وجد في قلبه خيرا فوفقه الله للهداية ..
والآية التي ذكرها السائل لا تعارض الحديث ، لأن الله تعالى قال ( أجر من أحسن عملا )) ومن أحسن العمل في قلبه وظاهره فإن الله تعالى لا يضيع أجره ، لكن الأول الذي عمل عمل أهل الجنة فيما يبدوا للناس فيسبق عليه الكتاب وعلى هذا يكون عمله ليس حسنا وحينئذ لا يعارض الآية الكريمة .
قال ابن القيم رحمه الله : (( الجهال بالله وأسمائه وصفاته ، المعطلون لحقائقها يُبَغِّضون الله إلى خلقه ويقطعون عليهم طريق محبته والتودد إليه بطاعته من حيث لا يعلمون ! عن سهل قال التقى النبي صلى الله عليه وسلم والمشركون في بعض مغازيه فاقتتلوا فمال كل قوم إلى عسكرهم وفي المسلمين رجل لا يدع من المشركين شاذة ولا فاذة الا اتبعها فضربها بسيفه فقيل
يا رسول الله ما أجزأ أحد ما أجزأ فلان فقال : إنه من أهل النار فقالوا : أينا من أهل الجنة إن كان هذا من أهل النار ؟ فقال : رجل من القوم لأتبعنه فإذا أسرع وأبطأ كنت معه حتى جرح فاستعجل الموت فوضع نصاب سيفه بالأرض ثم تحامل عليه فقتل نفسه فجاء الرحل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : (( إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس
وإنه لمن أهل النار ويعمل بعمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة )) . وقال ابن رجب رحمه الله : (( وقوله فيما يبدو للناس إشارة إلى أن باطن الأمر يكون بخلاف ذلك وأن خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لا يطلع عليها الناس ، أما من جهة عمل سيء و ونحو ذلك فتلك الخصلة الخفية توجب سوء الخاتمة عند الموت .
أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم جيشا قاده أسامه بن زيد وكان صغير العمر (( بين الثالثة عشر إلى الخامسة عشر )) إلى الحرقات من جهينة على البحر الأحمر أتدرون من في قيادة أسامة ؟ ومن هم في الجيش ؟ أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن العفان وعلي بن أبي طالب والزبير ابن العوام والقائد : أسامة عبدالمولى ، ذهب أسامة وقاد الجيوش
فوصل إلى هناك في جهينة فخرجت جهينة تاتل الصحابة ، فخرج رجل من الكفار فأتى للمسلمين لا يقصد مسلما إلا قتله ، فانطلق إليه أسامة فهرب الرجل من أسامة واختفى وراء شجرة فخرج عليه فلما رفع السيف لقتله قال الرجل : لا إله إلا الله محمد رسول الله وأتى الصحابة فأخبروا رسول الله فتغير لونه واحمر وجهه ورعد أمره فأشرف أسامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يا أسامة أقتلته بعد
قال لا إله إلا الله )) ؟ قال يا رسول الله قالها مستجيرا بعد أن قتل المسلمين ، قال (( ماذا تصنع بلا إله إلا الله )) ؟ قال : يارسول الله قالها مستجيرا ، فقال : (( ماذا تصنع بال إله إلا الله إذا اتت يم القيامة )) موقف تشيب له الولدان
قال أسامة : ياليتني ما أسلمت إلا هذه الساعة ، أجاهد وأقتل مسلما
أنظر إلى سيرة المتفائل صلى الله عليه وسلم كيف دعا إلى الإنصاف والرحمة والخير فهو القائل : (( إني لم أؤمر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم ))
فخافي القلب يعلمه الله عز وجل وحده ، ولا يمكن لإنسان الحكم على اي شخص آخر بمجرد مشاهدة خصلة طيبة أو خصلة سيئة ، فكم من شخص أظهر الحسن وباطنه سيء وكم من شخص يبدو عليه السوء وهو شخص حسن الخلق ..
فلا يمكنني لمجرد قراءة حديث (( لا يدخل الجنة من في قلبه ذرة كبر ) أن أحكم على كل شخص يبدو عليه الغرور بالنار فلا نعلم حقيقة هذا الشخص ..
ولا يمكن أن نحكم على شخص يعطي الزكاة أمام مرأى الناس لغزة وفلسطين والعراق أو الدول المنكوبة ويشهر عمله هذا بالجنة فربما كان يرغب بسماع بعض الكلمات التي تمدح فعله ونسي أن الله مطلع على كل قلب ..
فحافظ أخي الكريم / أختي الكريمة على أن تقابل الله عزوجل بأعمال تريد بها رضى الله عزوجل ، فبعد الموت والقيامة يكون الخلود الأبدي في الجنة أو النار ، لا تعمل للدنيا و لكلام الناس بل اعمل للآخرة
إما خلود في الجنة نسأل الله ذلك ، او الخلود في جهنم والعياذ بالله .. ،
5alid 7md
عدل سابقا من قبل khalid hamad في الجمعة أكتوبر 29, 2010 11:53 pm عدل 1 مرات
تعاليق
الجمعة أكتوبر 29, 2010 11:42 pm
مشكور خالد ويعطيك العافية
الأحد أكتوبر 31, 2010 7:29 pm
مواقف حلوة ، بس صج ساعات نحكم على الناس واحنا مانعرف ، الله يهدي الجميع
دووم مبدع يالغالي ^_*
دووم مبدع يالغالي ^_*
السبت نوفمبر 06, 2010 9:06 pm
يسلمووووو
الخميس نوفمبر 11, 2010 7:20 am
محب الصحابة
crazy ligs
most wanted
9ali7 rest
منورين المضوع
crazy ligs
most wanted
9ali7 rest
منورين المضوع
الأربعاء ديسمبر 01, 2010 2:53 pm
موضوع واااايد حلو يالغالي ، ونتمنى الكل يستفيد منه !! ..
الجمعة ديسمبر 03, 2010 12:58 am
يعطيك ألف عافية ع الموضوع الحلو
الثلاثاء ديسمبر 14, 2010 11:20 am
ما من شيء فيه ضرر لنا إلا وحرمه الإسلام، ولذلك فقد حرم التجسس والنميمة والظن السيء، وأثبت العلم أضرار هذه العادات.... |
ما هي مساوئ الظنّ وأضراره النفسية والاجتماعية؟ وماذا كشف العلماء حديثاً حول هذا الموضوع؟ الجواب يأتي من خلال دراسة ألمانية حديثة تؤكد أن الظن بالآخرين عندما يتكرر فإن الفكرة الخاطئة تترسخ حتى تراها العين حقيقة واقعة، مع العلم أنها مجرد توقعات. فقد قال علماء ألمان إن مخ الإنسان يتوقع ما ستراه عيناه في محيط مألوف, وإنه لا يبذل جهداً إضافياً بصورة فجائية إلا إذا رصدت العين عنصراً غير متوقع.
إذاً العمليات كلها تتم في الدماغ حتى تتأصل ويصبح على الإنسان من السهل الاعتقاد بها. وقد أفاد الباحثون من معهد ماكس بلانك لأبحاث المخ والإدراك البشري في فرانكفورت، بأن المجهود الذي يبذله المخ يكون أقل في حالة النظر إلى شيء مألوف، مما يشير إلى أنه توقع ما سيراه الإنسان.
أثبت الدكتور أريان إلينك وفريق العلماء أن القشرة البصرية الأولية لمخ الإنسان تدرك الأشياء المتوقعة بشكل أكثر سهولة من الأشياء التي لم تتوقع رؤيتها. وفي دراسات سابقة تبين أن كثرة إساءة الظن بالآخرين وكذلك التجسس والنميمة ... كلها عوامل تؤدي لاضطرابات نفسية قد تقود في نهاية الأمر لمرض الاكتئاب!
يؤكد البحث أن الدماغ يحاول توقع الإشارات المألوفة، التي عندما تصح فإنه يستفيد منها في قدرته على الاستجابة بشكل أكثر فعالية, أما في حالة التوقع بشكل خاطئ فإن ذلك يتطلب استجابات هائلة لمعرفة سبب الخطأ والتوصل إلى توقع أفضل.وفي كافة الأحوال فإن التوقعات الخاطئة تقود لترسيخ أفكار خاطئة عن الآخرين مما يؤدي إلى مشاكل اجتماعية خطيرة.
التشريع الإسلامي الرائع
أمرنا الله تعالى أن نتجنب الظن السيء فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) [الحجرات: 12]. وتأملوا معي كيف أمر الله باجتناب "كثير من الظن" وليس القليل، مع العلم أن "بعض الظن" ممكن أن يسبب مشاكل للإنسان، وهذا يدل على حرص الإسلام علينا ليجنبنا أقل مشكلة ممكن أن تحدث معنا.
هناك عادات كثيرة كانت تُمارس في زمن الجاهلية وكانت أموراً طبيعية مثل التجسس والغيبة والكلام على الآخرين بما يكرهوا... وجاء الإسلام ليحرم بشدة كل هذه العادات السيئة، يقول تعالى في تتمة الآية السابقة: (وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) [الحجرات: 12].
وبالفعل أثبت العلماء أن عادة التجسس لها مساوئ نفسية عديدة، مثل القلق والخوف والتفكير السلبي، وكذلك عادة التكلم على الآخرين بأمور يكرهونها عليهم، فإن هذه العادة تسبب مشاكل اجتماعية ومشاكل نفسية أيضاً منها الاكتئاب... وكل هذه العادات السيئة نهى عنها الإسلام في هذه الآية الرائعة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) [الحجرات: 12]. وذلك ليحفظ لنا حياتنا ويضمن لنا السعادة ... فالحمد لله على نعمة الإسلام.
اسمح لي على هالإضافة ... وجزاك الله خير
الأربعاء ديسمبر 15, 2010 3:48 am
مشكورين اثنينكم على الموضوع الجميل
الجمعة ديسمبر 17, 2010 2:48 am
يعطييييكم العافية بااس او عشوق لكن يا عشوق كتابتك مب واضحة
الأحد يناير 16, 2011 3:40 am
^_^ العـــفو ،،،
الخميس مارس 17, 2011 10:06 am
مشكور على الموضوع الروعة
الجمعة أبريل 15, 2011 7:07 am
العفو =)
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ثبتك الله وإيانا على الحق