04042010
في القرن الثامن عشر الميلادي قال العالم الفرنسي الشهير لابلاس Laplace إننـا لو استطعنا معرفة مواقع وسرعات الجزيئات في الكون فإننا نستطيع معرفة سلوكهم وحسابها حتى في الماضي والمستقبل
هذا يعني ببسـاطة أن هنـاك حُتمية ماديـة صـارمة .. ولا مجـال للاختيـارات أو حتى التوقعـات وهكذا تبنى لابلاس ونيوتن فكرة الكون المُغلق وظلت هذه الفكرة هي السائدة في الأوسـاط العلمية إلى أن أتى عـام 1900 مـ عندمـا قام الفيزيائي الألماني ماكس بلانك Max Planck بوضع نظريته المدهشـة ميكانيكـا الكم والكوانتم Quantum Mechanics والتي تبحث في قوانين حركة الجزيئـات والأجسـام الصغيرة
وكـانت المفاجـأة حيث اعلن بلانك أن حركة الجسيمـات لا يمكن التنبؤ بهـا وأن حركة الجزيئـات لا تخضع لما يُعرف بالحتمية المادية وظل الأمر مُستغلقا مريبـا إلى أن أتى عام 1926 مـ حيث قام الفيزيائي الشهير هيزنبرج Werner Heisenberg بالتـأصيل للنظرية تأصيلا علميـا فيمـا يُعرف بمبدأ عدم التأكد Uncertainty Principle واستنتج أن هناك متغيرات غير منسجمة قياسيا على المستوى الجزيئي كالعامل سبين وهذا يعني ببساطة استحالة توقع مكان الجزيء في اللحظة القادمة وكان نيلز بوهر صديقا لهيزنبج و رأى في مبدأه قيمة فلسفية فاعتبر أن مبدأ هيزنبرج يُسقط الحتمية المادية في فخ كبير وقال بوهر قولته الشهيرة :- ( إن نظرية الكم هي نظرية كاملة, و إن العشوائية في نتائج التجارب و إضطرارنا إلى إستعمال الإحتمالات هي خاصية أساسية للكون, و ليس فقط نتيجة عدم قدرتنا على القياس.)
الإنسـان مُخيـر ولا وجود للحتمية المادية
حتى يومنـا هذا تلقى نظرية الكم كُل الدعم فجميع التطبيقات والتنبؤات التي طرحتهـا النظرية صحيحة 100% ولغز تكمم الجُزيئـات أو سيرهـا بطريق غير متوقع ( عشوائي ) أدى بالعلمـاء إلى وضع ما يُعرف بالدالة الموجيـة wave function وهي مجموعة النقاط التي يُتوقع أن ينتقل إلى أحداها الجزيء في اللحظة القادمة
والخلاصة فالإنسـان حُـر ( هو بالحقيقـة حُـر ) وأنا أعلم يقينا أن الذين يطلبون الإستدلالات والبراهين على ان الإنسـان حُـر لا يطلبونها إلا في لحظات الإحتراف أوفي قاعات المحاضرات أو في دراستهم لأنهم عندما يقومون بعمل ما من الناحية العملية لا نرى في حياتهم تأثر يُذكر بهذه الأُمور فمثلا لو دخـل أحـدهم مقهى فهو لن يتردد أنه حُـر تماما في اختيـار المشروب الذي يتلذذ به
وكذلك هو حـر في أخلاقـه وأفعـاله وحتى تكتمل حُـرية الإنسـان خلق الله لنـا العالم الجواني المسمى بالنيـة والنية هي عالمنا الجواني وهي عالم قوامه الحرية والإختيارات المتساوية وهي حرية كاملة لا تحدها حدود طبيعية أو مادية والذي فيه تستطيع أن تحقق أعظم البطولات وأخس البذاءات لا يوجد عليك رقيب في هذا العالم الجواني إلا نفسك ولـذا يقول سارتر :- ليس في الجحيم ضحايا أبرياء ولا مذنبين أبرياء
إذن الإنسـان حُـر ولا وجود للحتمية المادية الصارمة فنحن مكلفون على الأرض ولا مناص من التسليم بهذه الحقيقة وهكذا ومرة أخرى نجـد أن الدين والعلم في جـانب بينمـا الإلحـاد والخرافة في جـانب آخر تماما
النظرية الكمومية استطاعت بدقة مذهلة وصف العالم على المستوى الذري.كما استطاعت النظرية النسبية وصف العالم على مستوى الأجرام والكواكب فلفهم أي حدث وكل ما يحدث على المستوى الذري أو الجزيئي فإنك تحتاج حتما لميكانيك الكم.وكل الأبحـاث العلمية الآن تجري في محاولة الرابط بين النظرية النسبية والنظرية الكمومية في معادلة واحـدة فظهرت في السنوات الأخيرة نظريـات كثيرة في محـاولة للجمع بينهمـا كنظرية الأوتـار الفائقة وتفريعـاتها كالنظرية M لكن تبقى الكمومية متفردة ورائقة في العالم الذري والجزيئي كما تبقى النسبية متفردة في عالم المجرات والكواكب ..
العالم الكوانتي هو عالم تسود فيه الإحتمالية عوضا عن الحتمية وظهور أي حدث محكوم باحتمال معين غير أكيد فمثلا أحد أطروحـات التظرية الكوانتيـة وهي أطروحـة مُضحكـة توضح حجم الإحتمالات المُتاحـة أمـام الإنسـان تقول هذه الأطروحة أنه وبالحسابات الكمومية فإن الإنسان يستطيع أن يسير عبر جدار اذا التصق به لكن احتمال ذلك صغير لدرجة أنه عليك أن تحاول لمدة زمنية تعادل اللانهاية لتحقيق ذلك. وفي العالم الصغير الذري فإن تلك الإحتمالات تحدث بشكل مستمر.. فالإنسـان مُخير كموميـا وعلميـا ودينيـا .......... مسير إلحـاديـا وخرافيـا
هذا يعني ببسـاطة أن هنـاك حُتمية ماديـة صـارمة .. ولا مجـال للاختيـارات أو حتى التوقعـات وهكذا تبنى لابلاس ونيوتن فكرة الكون المُغلق وظلت هذه الفكرة هي السائدة في الأوسـاط العلمية إلى أن أتى عـام 1900 مـ عندمـا قام الفيزيائي الألماني ماكس بلانك Max Planck بوضع نظريته المدهشـة ميكانيكـا الكم والكوانتم Quantum Mechanics والتي تبحث في قوانين حركة الجزيئـات والأجسـام الصغيرة
وكـانت المفاجـأة حيث اعلن بلانك أن حركة الجسيمـات لا يمكن التنبؤ بهـا وأن حركة الجزيئـات لا تخضع لما يُعرف بالحتمية المادية وظل الأمر مُستغلقا مريبـا إلى أن أتى عام 1926 مـ حيث قام الفيزيائي الشهير هيزنبرج Werner Heisenberg بالتـأصيل للنظرية تأصيلا علميـا فيمـا يُعرف بمبدأ عدم التأكد Uncertainty Principle واستنتج أن هناك متغيرات غير منسجمة قياسيا على المستوى الجزيئي كالعامل سبين وهذا يعني ببساطة استحالة توقع مكان الجزيء في اللحظة القادمة وكان نيلز بوهر صديقا لهيزنبج و رأى في مبدأه قيمة فلسفية فاعتبر أن مبدأ هيزنبرج يُسقط الحتمية المادية في فخ كبير وقال بوهر قولته الشهيرة :- ( إن نظرية الكم هي نظرية كاملة, و إن العشوائية في نتائج التجارب و إضطرارنا إلى إستعمال الإحتمالات هي خاصية أساسية للكون, و ليس فقط نتيجة عدم قدرتنا على القياس.)
الإنسـان مُخيـر ولا وجود للحتمية المادية
حتى يومنـا هذا تلقى نظرية الكم كُل الدعم فجميع التطبيقات والتنبؤات التي طرحتهـا النظرية صحيحة 100% ولغز تكمم الجُزيئـات أو سيرهـا بطريق غير متوقع ( عشوائي ) أدى بالعلمـاء إلى وضع ما يُعرف بالدالة الموجيـة wave function وهي مجموعة النقاط التي يُتوقع أن ينتقل إلى أحداها الجزيء في اللحظة القادمة
والخلاصة فالإنسـان حُـر ( هو بالحقيقـة حُـر ) وأنا أعلم يقينا أن الذين يطلبون الإستدلالات والبراهين على ان الإنسـان حُـر لا يطلبونها إلا في لحظات الإحتراف أوفي قاعات المحاضرات أو في دراستهم لأنهم عندما يقومون بعمل ما من الناحية العملية لا نرى في حياتهم تأثر يُذكر بهذه الأُمور فمثلا لو دخـل أحـدهم مقهى فهو لن يتردد أنه حُـر تماما في اختيـار المشروب الذي يتلذذ به
وكذلك هو حـر في أخلاقـه وأفعـاله وحتى تكتمل حُـرية الإنسـان خلق الله لنـا العالم الجواني المسمى بالنيـة والنية هي عالمنا الجواني وهي عالم قوامه الحرية والإختيارات المتساوية وهي حرية كاملة لا تحدها حدود طبيعية أو مادية والذي فيه تستطيع أن تحقق أعظم البطولات وأخس البذاءات لا يوجد عليك رقيب في هذا العالم الجواني إلا نفسك ولـذا يقول سارتر :- ليس في الجحيم ضحايا أبرياء ولا مذنبين أبرياء
إذن الإنسـان حُـر ولا وجود للحتمية المادية الصارمة فنحن مكلفون على الأرض ولا مناص من التسليم بهذه الحقيقة وهكذا ومرة أخرى نجـد أن الدين والعلم في جـانب بينمـا الإلحـاد والخرافة في جـانب آخر تماما
النظرية الكمومية استطاعت بدقة مذهلة وصف العالم على المستوى الذري.كما استطاعت النظرية النسبية وصف العالم على مستوى الأجرام والكواكب فلفهم أي حدث وكل ما يحدث على المستوى الذري أو الجزيئي فإنك تحتاج حتما لميكانيك الكم.وكل الأبحـاث العلمية الآن تجري في محاولة الرابط بين النظرية النسبية والنظرية الكمومية في معادلة واحـدة فظهرت في السنوات الأخيرة نظريـات كثيرة في محـاولة للجمع بينهمـا كنظرية الأوتـار الفائقة وتفريعـاتها كالنظرية M لكن تبقى الكمومية متفردة ورائقة في العالم الذري والجزيئي كما تبقى النسبية متفردة في عالم المجرات والكواكب ..
العالم الكوانتي هو عالم تسود فيه الإحتمالية عوضا عن الحتمية وظهور أي حدث محكوم باحتمال معين غير أكيد فمثلا أحد أطروحـات التظرية الكوانتيـة وهي أطروحـة مُضحكـة توضح حجم الإحتمالات المُتاحـة أمـام الإنسـان تقول هذه الأطروحة أنه وبالحسابات الكمومية فإن الإنسان يستطيع أن يسير عبر جدار اذا التصق به لكن احتمال ذلك صغير لدرجة أنه عليك أن تحاول لمدة زمنية تعادل اللانهاية لتحقيق ذلك. وفي العالم الصغير الذري فإن تلك الإحتمالات تحدث بشكل مستمر.. فالإنسـان مُخير كموميـا وعلميـا ودينيـا .......... مسير إلحـاديـا وخرافيـا
تعاليق
لا يوجد حالياً أي تعليق
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى